أزحف إليكَ مع ضُوءِ القمر
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أزحف إليكَ مع ضُوءِ القمر
مُنذُ إلتقيتُك نسِيتُ الكلام، تسّمرتُ إرتِباكاً طُولَ الِلقاء، تمنيتُ ذاتِى لديكَ أسِيرة بِلا فرارٍ أو أمر… أتُوه بِعقلِى لِأسقُط جِوارُك، فأزحف إليكَ مع ضُوءِ القمر
تعلمتُ مِنك حُبَ الشِتاء، فأجُوبُ الشوارِع وكُلِى إنتِشاء، وأهوى بِثقلِى، تُلامِس يدايَا رخاتَ المطر… تحولتُ أُنثى بِمشاعِر طلِيقة تأتِى إليكَ، لا تخشى السهر
أتوسد ذِراعُك طُوال الطرِيق، تتمايل يديكَ فترفع عن وجهِى خُصُلاتَ الشعر… فأشعُر كطِفلة بِأنِى برِيئة، تمنيتُ لحظة، بِأن أمضِى جِوارُك مدى العُمر
أتعثر أمامُك بِلا نُطق، تُطارِدُنِى عِيُونُك فِى كُلِ إتِجاه بِدُونِ الحذر… أتدفئ بِصوتُك يهمِسُنِى إجتِياحاً مِثلَ الرعد، يأخُذُنِى إليهِ بِدُونِ التردُد أوِ الضّجر
فحِين عرفتُك تبدّل حالِى بِدُونِ الفِهم، وأشتدّ الخيالُ يُكسِر ضِلُوعِى، يُحلِق بِى مع السفر… أتفجر إثارة بِأحمر شفاه، أضعهُ أمامُك، تشبِيهُه لديكَ بِطعمِ الجمّر
أُعانِق يديكَ إشتِهاءً وحُزناً عِندَ إنقِضاءِ الوقت، وأُشغِل فراغِى عِند الغِيابِ حتى تعودُ مع الفجر… فأُطفِىء شِمُوعِى عِند الرِجُوعِ، لِأُسافِر لِقلبُك، أُشارِكُه السمر
أنهيتُ إعتِرافِى، يُرافِقُنِى غِمُوضُك كبُركانِ ثائِر بِدُونِ إهتِداءٍ أو ملل، أشتعِلُ إضِطراباً حتى الكسّر… أُلملِم شتاتِى، وأسكُن حِرُوفِى، أراكَ هُناكَ مشغُول الفِكر
أتهيأ لِأجلُكَ هذا المساء، أشعُر بِأنِى فوق السحاب، أتساقط رماداً بٍدُونِ إحتِمالٍ أو نظر… تخليتُ عن ذاتِى العنِيدة، أُصارِحُك ضعفِى هذا الصباح، أضعهُ بينَ سِطُورِ الشِعر