الدكرورى يكتب عن نبى الله هارون علية السلام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله هارون علية السلام ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع نبى الله هارون علية السلام، وقد ورد أول ذكر لهارون في سفر الخروج، عندما عينه يهوه إله اليهود مساعدا ومتحدثا باسم موسى الذي كان ثقيل الفم واللسان، وكان هارون الاداة لصنع كثير من المعجزات التي يرويها سفر الخروج، كتحويل مياه الأنهار إلى دم وصعود الضفادع، فمد هارون يده على مياه مصر فصعدت الضفادع وغطت أرض مصر، وأما في القران الكريم فيذكر نبى الله هارون أكثر من عشرين مرة، أحيانا على انه كان وزيرا لموسى فقال تعالى كما جاء فى سورة الفرقان ” ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ” وأحيانا على انه المتحدث نيابة عنه فقال الله تعالى كما جاء فى سورة القصص.
” وأخى هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معى ردءا يصدقنى إنى أخاف أن يكذبون ” ولما كان القران الكريم يعطي هارون مكانة كبيرة ودورا هاما في صحبة اخيه فانه ينفي عنه صناعة العجل الذي عبده اليهود في غيبة موسى، وينسبه إلى شخص اسمه السامري وقد اعترض هارون عليه السلام على هذا العمل، وإن النبى هارون عليه السلام هو نبي من أنبياء بني اسرائيل، وهو أخ موسى عليه السلام ومن ذرية ابراهيم الخليل علي السلام أيضا، وقد ارسله الله ليقف مساندا لأخيه موسى عليه السلام، فقد كان فصيح اللسان، ذكي الكلمة وكان نبى الله موسى عليه السلام يعاني من تلعثمٍ في الكلام بسبب الجمرة التي أعطاه إياها فرعون، بسببها أصبح ثقيل اللسان ضعيف الكلمة لا يستطيع التحدث بفصاحة كأخيه هارون.
لذلك دعا نبى الله موسى عليه السلام ربه وقال كما جاء فى سورة طه ” قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى أشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرا كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ” فاستجاب الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام، وأمر هارون بأن يساند أخاه ويقف معه جنبا إلى جنب كي يساعده ويكون لسانه الفصيح الذي حُرم منه، فيستقوي به ويكون حجته الدامغة والقوية، فقد قال الله تعالى ” قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى” فذهب النبي هارون عليه السلام معه إلى فرعون وتحدث إليهم بكل فصاحة وببلاغة فأعجبهم ما يقول، لذلك اقتنعت فئة منهم بما يقول وفئة أخرى عُمي على قلوبهم وأبصارهم وآذانهم فلم يتبعوهم.
وعندما هربوا من فرعون وأخذوا الأمان على حياتهم، أمر الله النبي موسى عليه السلام بأن يذهب إلى مكان ما ليأمره بما عليه أن يفعل، وفي تلك الفترة كان نفر من بني اسرائيل يحاول ادخال الفتنة فيما بينهم فسألهم هل تريدون رؤية ربكم؟ فأجابوا بالموافقة، فجمع ما معه من الذهب وصنع عجلا منه وقال لهم هذا إلهكم، وبدأ بعض منهم بعبادة هذا التمثال المصنوع من الذهب، فلما أتى موسى صُعق بما رأى ولام النبى هارون عليه السلام على ما رآه، لكن أخبره هارون عليه السلام بأنه إذا حاول منعهم بالقوة فإنهم سينقسموا لذلك انتظر مجيئه، وقام نبى موسى عليه السلام بتذويب التمثال ورميه في النهر، وعندما طلب موسى عليه السلام العون من الله لم يتركه الله ليتدبر أمره بل استجاب الله وأعانه وأعطاه ما طلب.
فحاشاه الله أن يطلب من عبده أمرا ثم يتركه، فجعل الله سبحانه وتعالى الأخ سندا يقوي ظهر الشخص، فنبى الله موسى عليه السلام عندما طلب العون من الله جاءه العون على شكل أخ، فهو الأقرب، وهو أكثر من يحرص على مصلحة أخيه، وأكثر من يشد أزره ويقوي عزيمته، فالنبى هارون عليه السلام كان مثالا يضربه الله تعالى للناس ليعلمهم ويريهم بأن الأخ نعمة من الله عز وجل يرزقها لمن يشاء من عباده، وقد تميز هارون عليه السلام بالفصاحة، فقال الله عن موسى كما جاء فى سورة القصص ” وأخى هارون هو أفصح منى لسانا ” ومعنى ذلك أنه أحسن بيانا وأدرى من موسى بلهجة القوم الذين تركهم موسى هذه السنين العشر، وإن من ميزات هارون عليه السلام أنه كان رفيقا لين الجانب، ولذلك لما خاطب نبى الله موسى في قصة العجل ماذا قال؟