فاطمة بنت قيس الفهرية ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن فاطمة بنت قيس الفهرية ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

فاطمة بنت قيس الفهرية ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع السيدة فاطمة بنت قيس الفهرية، وعندما اغتال ابن ملجم الخارجي الإمام علي بن أبى طالب تولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبى سفيان وكان ذلك فى عام واحد وأربعين من الهجره، وكان ذلك وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمة له، وكان ممن تقدم لخطبة السيده فاطمه بنت قيس مع معاويه بن أبى سفيان، هو أبو جهم، وهو أَبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب القرشي العدوي، وقيل أن اسمه عامر بن حذيفة، وقيل عبيد الله ابن حذيفة، وقد أسلم عام الفتح، وصحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان مقدما في قريش معظما، وكانت فيه وفي بنيه شدة وعزامة.

وقد قال الزبير، أنه كان أَبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش عالما بالنسب، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ منهم علم النسب، وقد ذكرتهم في باب عقيل ، وكان أبو جهم بن حذيفة من المعمرين من قريش، وقد حضر أبو جهم، بناء الكعبة مرتين، مرة فِي الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها عبد الله بن الزبير، وهو أحد الأربعة الذين دفنوا الخليفه الراشد عثمان بن عفان، وهم، حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، ونيار بن مكرم، وأبو جهم بن حذيفة، وهكذا ذكر الزبير عن عمه، أن أبا جهم بن حذيفة شهد بنيان الكعبة في زمن عبد الله بن الزبير وغيره يقول إنه توفي في آخر خلافة معاوية، والزبير وعمه أعلم بأخبار قريش، وأبو جهم بن حذيفة هذا هو الذي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، خميصة لها علم.

فشغلته في الصلاة، فردها، عليه، وهذا معنى رواية أئمة أهل الحديث، وكان أبو جهم تقدم لخطبة السيده فاطمه بنت قيس مع معاويه بن أبى سفيان، ولكن نصحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار عليها بأسامة بن زيد فتزوجت به، وأسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، هو وأبوه صحابيان، رضى الله عنهما، وكانت كنيته أبو محمد، ويقال أبو زيد، وأمه أم أيمن حاضنة نبي الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبد الله، ومولاه، وابن مولاه، وقد ولد أسامة في الإسلام ومات النبي صلى الله عليه وسلم، وله عشرون سنة، وكان قد سكن المزة، من أعمال دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسينز

وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة، وقد ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليشفع لامرأة مخزومية سرقت فاحمرّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له “أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟” وكان أسامة بن زيد مالكا لكل الصفات العظيمة التي تجعله قريبا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبيرا في عينيه، فهو ابن مسلمين كريمين من أوائل المسلمين سبقا إلى الإسلام، ومن أكثرهم ولاء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقربا منه، وهو من أبناء الإسلام الحنفاء الذين ولدوا فيه، وتلقوا رضعاتهم الأولى من فطرته دون أن يدركهم من غبار الجاهلية المظلمة شيء.

فهذا الأسود الأفطس يأخذ في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي صفوف المسلمين مكانا عليا لأن الدين الذي ارتضاه الله لعباده قد صحح معايير الآدمية والأفضلية بين الناس فقال ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فرسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل مكة يوم الفتح العظيم ورديفه هذا الأسود الأفطس هو أسامة بن زيد، ثم دخل الكعبة في أكثر ساعات الإسلام روعة وعن يمينه ويساره بلال بن رباح وأسامة بن زيد، وهما رجلان تكسوهما البشرة السوداء الداكنة، وقيل أنه سألت السيده فاطمة بنت قيس، وكانت من المهاجرات الأول، فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت لئن شئت لأفعلن، فقال لها أجل، حدثيني، فقالت نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.