رملة بنت شيبة بن ربيعة 

الدكرورى يكتب عن رملة بنت شيبة بن ربيعة 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

رملة بنت شيبة بن ربيعة

إن تتطور أخلاق الناس بتطور أفكارهم ومقاييسهم وتتأثر بالبيئة، والمجتمع، وفي صدر الإسلام، لما اتيح للمرأة الحرية، وشعرت بمكانتها وشخصيتها، وما انعم عليها الباري سبحانه وتعالى من الخير، وما اوجب لها الإسلام من الحقوق، أصابها ما يصيب الناس الذين ينتقلون فجأة من حال إلى حال، ولقد انتقلت المرأة بفضل تعاليم الاسلام وتشريعاته من الذل والهوان، الى العزة والكرامة، ومن الحرمان والاضطهاد، الى الحرية والنور واحترام الشخصية والعطاء، ومن الجهل والانزواء، والجهالة العمياء، الى الدين والتقى والورع والانطلاق، والتحرر من العادات والتقاليد الظالمة والطقوس المشينة.

وقد انتعشت المرأة، وانطلق كل من الرجال والنساء على قدم المساواة كل فرد بحسب طبيعته وعلى قدر استطاعته، وفق القوانين الإسلامية والتعاليم النبوية الشريفة، ولقد كان الحافز إلى النهضة والتفاني بالجهاد، هو الايمان بالله العظيم ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة الى حلاوة الإسلام، وزهو النصر المؤيد من الله رب العالمين، وكان من بين النساء التقيات الورعات، والمجاهدات ذوات العقل والدين المتحدثات بكل جرأة وأدب وانطلاق يبدين الرأي، ويتحدثن بتفهم وروية،ومن بينهن الصحابيه رملة بنت شيبة وهى صحابيه جليله قد أسلمت قديما وبايعت.

وهي ابنة شيبة بن ربيعة الذي قتل كافرا في غزوة بدر، وشيبة بن ربيعة هو شقيق عتبة بن ربيعة وقد قتل في معركة بدر أثناء المبارزة الشهيرة التي كان بطلاها أسد الله حمزة بن عبد المطلب وفتى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وقد كان مقتله هو وأخوه عتبة على يد علي وحمزة يوم بدر، وأمها هى أم شراك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر من بني عامر بن لؤي، وهي ابنة عم هند بنت عتبة، وهى هند بنت عتبة العبشمية القرشية الكنانية، وأبوها عتبة بن ربيعة سيد من سادات قريش وبني كنانة، وقد عرف بحكمته وسداد رأيه.

وهي إحدى نساء العرب اللاتي كانت لهن شهرة عالية قبل الإسلام وبعده، وهى زوجة أبي سفيان بن حرب، وأم الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وكانت امرأة لها نفس وأنفة، ورأي وعقل، وقد شهدت أحدا مع المشركين ولم تكن أسلمت بعد، ومثلت بحمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من النسوة الأربع اللواتي أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم، دماءهن يوم فتح مكة، ولكنه عفا وصفح عنها حينما جاءته مسلمة تائبة حيث أسلمت يوم فتح مكة بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة، وكانت السيده رمله بنت شيبه ابن عمها هو أبو حذيفة بن عتبة.

وهو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وقد استشهد في معركة اليمامة، وكان أبو حذيفة القرشي من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم، الى دار الأرقم ليدعو فيها، وقيل أنه أسلم بعد ثلاثه وأربعون مسلما، وكان أبوه عتبة بن ربيعة سيد من سادات قريش في الجاهلية، أما أمه فهي أم صفوان فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني، وعن أبي بكر بن عثمان قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب واسمها رملة واسم أبيها صخر بن حرب.

وزوجها إياه الصحابى عثمان ابن عفان وهي بنت عمته وأمها ابنة أبي العاص وقد زوجها إياه النجاشي وجهزها إليه وأصدقها أربعمائة دينار وأولم عليها عثمان بن عفان لحما وثريدا وبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرحبيل بن حسنة فجاء بها، وكان أبو الزناد واسمه عبد الله بن ذَكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، وقد أسلمت السيده رمله وهاجرت إلى المدينة مع زوجها عثمان بن عفان، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وهو يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات النبى صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.

 

وكان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدا، ولما أسلمت عيرتها ابنة عمها هند بنت عتبة بن ربيعة بدخولها الإسلام، لأن المسلمين قتلوا أباها شيبة بن ربيعة في غزوة بدر، وقد أنجبت رملة بنت شيبة لعثمان بن عفان ثلاث بنات وهن عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.