الدكرورى يكتب عن أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ” جزء 1″
السيدة أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وكان أبوها عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي الكناني هو سيد عبد شمس ووجيه من وجهاء مكة، ومن حكماء قريش، وشخصية بارزة عند ظهور الإسلام، ويلقب بالعدل لأنه يعدل قريش كلها بالحلم والرأي السديد، وقد كان أوقف حرب الفجار، وكان فرسان مكة لما قدموا غزوة بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم، إن يكن في القوم خير فعلى صاحب الجمل الأحمر، يقصد عتبة، وقد كان آوى الرسول صلى الله عليه وسلم، في بستانه إذ طرده أهل الطائف وكان احد شرفاء قريش والعرب .
والسيده أم أبان هى خالة معاوية بن أبي سفيان، وهو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي، وهو سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأول خلفائها، وقد ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة، ولما استخلف أبو بكر الصديق، ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت، ولما استخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد بن أبى سفيان.
ثم ولاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له، وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام واحد وأربعين من الهجره، وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمة له، وكانت السيده أم أبان أمها هي خناس بنت مالك بن مضرب بن عمرو بن حُجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشية، ولها من الإخوة من جهة والدها الصحابي أبو حذيفة بن عتبة.
وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي هو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وقد استشهد في معركة اليمامة، ولها من الإخوة من جهة أمها الصحابي مصعب بن عمير، وأبو عبد الله مصعب بن عمير العبدري وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومبعوث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، للدعوة إلى الإسلام في يثرب بعد بيعة العقبة الأولى، وحامل لواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد، وفي غزوة بدر حارب في جهة المشركين والدها عتبة بن ربيعة، وعمها شيبة بن ربيعة، وقد قتلا في معركة بدر أثناء المبارزة الشهيرة التي كان بطلاها أسد الله حمزة بن عبد المطلب.
وفتى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وقد كان مقتله هو وأخوه عتبة على يد علي وحمزة يوم بدر، وهو والد الصحابية رملة بنت شيبة، وأخيها من أبيها الوليد بن عتبة، وأخيها من جهة أمها أبو عزيز زُرارة بن عمير بن هاشم، وخالها أبو خُناس شيبة بن مالك بن مضرب، وحارب في جهة المسلمين مع النبي صلى الله عليه وسلم، في ذات الغزوة عمها الصحابي معمر بن الحارث بن معمر وهو أخ والدها من أمهما هند بنت المضرب، وحارب أيضا في صف النبي صلى الله عليه وسلم، في غزوة بدر أخيها من أبيها الصحابي أبو حذيفة بن عتبة.
وأخيها من جهة أمها الصحابي مصعب بن عمير، وخالها الصحابي عبد الله بن سهيل وهو أخ والدتها خناس بنت مالك بن مضرب من جهة أمهما حبي بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة الخزاعية، وبذلك تكون أم أبان المرأة الوحيدة التي شهد أخويها غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوين آخرين مع المشركين، وشهد عمها غزوة بدر مع النبي وعمها الآخر مع المشركين، وأحد أخوالها شهد بدر مع النبي وخالها الآخر مع المشركين، وكانت بالشام مع زوجها أبان بن سعيد بن العاص فقتل عنها بأجنادين، وعادت إلى المدينة، وهو أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.