الدكرورى يكتب عن آمنة بنت محصن الأسدي ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
آمنة بنت محصن الأسدي ” جزء 1″
إن التضحية فى سبيل الله عز وجل، شئ عظيم وهي بذل كل ما يستطيع المسلم تقديمه وبذله من النفس والمال، والوقت والحياة والجهد، وكل شيء ابتغاء مرضاة الله تعالى وفي سبيله، لأجل إعلاء دينه سبحانه، وسيادة شرعه، وإظهار الحق، وكسر شوكة الباطل، ونشر الإسلام، وهداية الناس إلى صراط الله المستقيم، ليفوزوا بسعادة الدارين، ولقد اقتضت حكمة الله عز وجل ومشيئته أن تكون الأمة الإسلامية ذات رسالة سامية، وحاملة أمانة عظيمة وثقيلة، ألا وهي أستاذية العالم وقيادة البشرية، والأخذ بيدها إلى الطريق المستقيم، ومعنا صحابيه جليله من صحابيات النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وهى آمنة بنت محصن الأسدي هي صحابية جليلة، وهى أم قيس بنت محصن بن حرثان بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي وكنيتها أم قيس وهي أخت عكاشة بن محصن الأسدي وكانت من المهاجرات الأوليات، ويقال إن اسمها أمية، وآمنة بنت محصن، هي أُخت عكاشه بن محصن وهو من أهل بدر حلفاء حرب بن أميّة، وكان عكاشة بن محصن، صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وقد قتل في حروب الردة في معركة بزاخة، وتوفى فى السنه الحادية عشره من الهجره، وكان عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس الأسدي حليفا لبني عبد شمس بن عبد مناف.
وقد أسلم عكاشة قديما، فكان من السابقين إلى الإسلام، وقد هاجر عكاشة إلى يثرب، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وقد أبلى في غزوة بدر بلاء حسنا، وحتى انكسر في يده سيفه، كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، على سريتين الأولى في ربيع الأول سنة سته من الهجره، إلى بني أسد في أربعين رجلا، فغنم منها دون أن يلق قتال، والثانية في ربيع الآخر سنة تسعه من الهجره، إلى أرض بني عذرة وبلي، وقد بشّره النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه ممن يدخلون الجنة بغير حساب، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
قد ارتدت معظم القبائل العربية عن الإسلام، فخرج عكاشة في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي خرج لقتال بني أسد، ولما وصل خالد بُزاخة، بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم على فرسيهما ليتحسسا أخبار بني أسد، فلقيا طليحة بن خويلد وأخوه سلمة بن خويلد، فقتل طليحة وأخوه عكاشة وثابت قبيل معركة بزاخة التي وقعت سنة الحادية عشره من الهجره، وكان عمر عكاشة حين قتل خمسه وأربعين سنة، وكان من أجمل الرجال، وله رواية للحديث النبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواها عنه أبو هريرة وعبد الله بن عباس، وهو صاحب الحديث سبقك بها عكاشة وهي من الأمثال الشائعة.
وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لما ذكر الذين يدخلون الجنة بغير حساب، قام إليه عكاشة بن محصن، فقال ادعو الله أن يجعلني منهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” نعم، أنتم منهم يا عكاشه ” فقام رجل آخر فقال مثل ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم ” سبقك بها عكاشة ” وقد أسلمت أم قيس بمكة قديما، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها، وقيل أن أم قيس بنت محصن الأسدية، أى هى من أسد خزيمة، وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.