قصيدة فى رثاء أمى الحبيبة رحمها الله، بعنوان:
ألمُس يداىّ على نُورِ وجهُك لِأستظِل، لكِن بُهِت فالنورُ شحّ
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
ألمُس يداىّ على نُورِ وجهُك لِأستظِل، لكِن بُهِت فالنورُ شحّ
واليومُ حل رحيلُكِ يا أمتاه، وبِتُ أسأل أهى النهاية بغيرِ تدشينِ البداية يا أُماه؟ ومضيتُ وقتِى مِن دُونِ وقت فِى عزاه… وبكيتُ مُراً مُنذُ الفجِيعة كمِثلِ طِفلة مُتأوِهة بِكُلِ رهبة تغزو الجِباه
وجلستُ أصرُخ مِن دُونِ عقل يعلُو الشِفاه، أستصمُتِينَ بِلا أى وضح؟ أستسكُتِينَ مِن دُونِ ضِحك؟ أسترحلِينَ بِلا أى نبض؟… تِلك الفجِيعة تغتالُنِى بِكُلِ عصف، هذا الحنينُ ينتابُنِى من كُلِ صوب حتى سماه
لا قُدرة لى عن أى وصف، لا حيلة لى فى أى نُطق، لم يعُد يُجدِى الكلام، فالوقتُ حل لُمنحياه… والألمُ صعب، والحُزنُ بيت فِى إنطِفاه، والنبضُ سقم بلا أى ضوء يدنُو إلىّ لُمُنتهاه
والحينُ تملؤُنِى الكآبة من كُلِ صدح، تِلكَ الأمُومة تنهالُ مِنكِ مُنذُ إرتأيتُكِ فِى مُناه، أقتاتُ مهلاً من كُلِ حول لِمُبتغاه… أكتُب قليلاً لعلى أنسى أىُ فجع، لكنى أرجع من دُونِ ذنب، أزدادُ شوقاً لِمُقلتاه
أشعُر بِيُتم كأى طِفل، والدمعُ نزف كنِقاطِ عتم فى ليلِ ظُلم، والوقت مُرّ من دُونِ دِفء حتى رجاه… ألمُس يداىّ على نُورِ وجهُك لِأستظِل، لكِن بُهِت فالنورُ شحّ، والوقتُ مر بِلا أى أملٍ فِى نِداه
من ذا يُشاطِرُنِى الحدِيث حتى أنام، من ذا يُبادِلُنِى الحنِين حين أخاف فِى إجتِزاه؟ من ذا يُضاحِكُنِى المساء بما لديه وما لدىّ لِعُنفِواه؟… والآن حُزنِى فى يديكِ بِلا إنتِهاه، فإلى متى أبكى عليكِ فى إغتِماه؟
تلك الشِمُوعُ لم تنطفِئ فى أى ليل، لكِنها شحُبت رحيلُك من دُونِ فِهم لِمُحتواه، هذا الإناءُ كما أردتِ مِن دُونِ نقص فِى زهاه… ورحيقُ صوتُكِ فى المكان من دُونِ خَتم لِنِداه، نبراتُ صوتُك ترنُ أُذُنِى لِإشتِهاه
والآن أسأل لِما تصمُتِين أنِى كرُهتُ هذا الغِياب فِى سُكات، وكرهتُ معه فِى عِتاب تِلك الفُتات، قد كُنتُ أمقُت هذا السُكاتُ فِى عذاب… وضعفتُ أسأل، لِما ترحلين بِدُونِ ترتيبِ الِلقاءِ لِمُبتداه؟ فهل تُعِيدين الحكاية بِدُونِ ترتيبِ النِهاية فِى إعتِناه
ومشيتُ خلفُكِ فِى الجنازة مِن دُونِ صيحٍ فِى رُحاه، أنظُر يميناً أو يساراً مِن دُونِ فِهم فِى خُطاه… وعِند قبرُك نسِيتُ وعدِى وإرتعبت فى رِماه، وشهقتُ أبكِى مِن هُولِ موقِف فِى إرتِعاش، والناسُ حولِى كالرمادِ بِكُلِ هزمٍ فى بقاه
والآن أحكِى موقِفِى فِى رواه، ناديتُ رجفاً لأى حرفٍ يكادُ يخرُج لِإحتِذاه، وددتُ أسمع أى شئ لِمُجتباه… فتسعّرت عند الوداعِ مفاصِلِى فِى غماه، وبِداخِلِى تكسرت أضلُعى حِين إرتحلتِ بِغيرِ كلمٍ فِى دناه
والقلم يعجز عن أى وصفٍ فِى حِذاه، فالموتُ حل مِن دُونِ أذن، والريحُ هب فِى إقتلاعِ لِقلبِ أُمِى فِى إنتِهاه… والطعمُ مُر فِى غِيابُكِ والسُكات، فالأمُ ماتت، والعقلُ عاجز عن أى وصف لإختِفاه
فطفقتُ أبكِى بُدُونِ وقفٍ فِى لُقاه، خبأتُ رأسِى فِى قبرِ أمِى فِى إنحِناه، وعاندتُ نفسِى علها تُجيبُ فِى لُقاه… تشتدُ نفسِى بِلا إتزِانٍ فِى حشاه، تتلاشى نفسِى فى إحتكامٍ تائِهة بِكُلِ رجفٍ لِهواه
والروحُ صارت باهِتة لِقبرِ أُمِى فِى ظمآه، والقلبُ يعوِى مِن دُونِ كبحٍ فِى سقاه، والعينُ تدمع مِن دُونِ وقفٍ فِى غزاه… ونحيبُ وجدِى مُرجِفٌ فِى مُناه، والقبرُ يُغلق لِرحيلِ أُمِى، وتِلك النِهاية بِكِلِ دمعٍ فِى رِثاه