عاجل .. ضربة موجعة للعملة الخضراء| دول العالم تجد بديل الدولار.. وبلد عربي في الصورة
أزمات متتالية منذ الغزو الروسية لأوكرانية، زادت الهند مشترياتها من النفط الروسي، ولكن بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، كانت هناك مشكلة في الدفع بالدولار، وهي الأزمة التي طالما بحثت الهند عن حل لها، وبعد جهود مضنية، توصلت الهند إلى سلة من العملات التي يمكن أن تتعامل مع روسيا بها، وقد شملت تلك السلة عملات مختلفة من ضمنها عملة عربية
وجاء تكوين تلك السلة من العملات نتيجة ظروف اقتصادية فرضتها الضرورة على الشركات الهندية، ونتيجة سعى الحكومة لإيجاد حل للتخلص من الدولار، وفشل الجهود مع روسيا، لدفع ثمن النفط الروسي بالروبية الهندية، وهو ما دفعها لإيجاد بدائل للدولار ولعملتها
البداية كانت مع الدرهم الإماراتي
مع بداية الأزمة، وصعوبة دفع ثمن النفط الروسي بالدولار، لجأت شركات التكرير الهندية، إلى دفع ثمن معظم النفط الروسي الذي تشتريه من خلال شركات تجارة تتخذ من دبي مقراً بالدرهم الإماراتي بدلاً من الدولار الأميركي، حيث لا تعترف الهند بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، كما أن مشترياتها من النفط الروسي قد لا تنتهكها على أي حال، فإن البنوك والمؤسسات المالية تتوخى الحذر حيال تسوية المدفوعات حتى لا تقع دون قصد تحت طائلة الإجراءات العديدة التي فرضت على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا
ولكن رغم هذا الحل الذي ساهم في حل الأزمة لفترة من الزمن، إلا أن التجار وشركات التكرير في الهند شعروا بالقلق إزاء عدم القدرة على مواصلة تسوية المعاملات بالدولار، خصوصاً إذا ارتفع سعر الخام الروسي فوق سقف فرضته مجموعة الدول السبع وأستراليا في ديسمبر الماضي، وتتفاقم الأزمة مع عدم القدرة على استمرار الدفع بالدرهم الإماراتي لفترات طويلة، ولذلك كان لابد من البحث عن حلول أخرى
بعد فشل مباحثات الروبية .. اليوان الصيني بديل
وبالفعل دخلت الهند بحسب ما جاء بتقرير صحيفة أجاك الهندية، في مباحثات مع روسيا لإنشاء آلية دفع الفواتير بالروبية، ولكن فشلت تلك المحادثات، ولكن كانت الظروف مواتية مع شركات هندية للبحث عن بديل، وبالفعل يُقال الآن أن بعض المصافي الهندية تدفع ثمن واردات النفط من روسيا بالعملة الصينية اليوان، ووفقًا لتقرير وكالة رويترز للأنباء ، استخدمت مؤسسة النفط الهندية (IOC) ، أكبر مشتر هندي للنفط الخام ، اليوان لأول مرة لدفع ثمن النفط الروسي
وفرضت دول غربية، ومن بينها أمريكا ، عقوبات صارمة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا ، مما أجبر روسيا بسببه على القيام بأعمال تجارية بعملة دول أخرى غير الدولار الأمريكي، ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية، برزت الهند كأكبر مشتر للنفط الخام الروسي ولكن كانت هناك مشاكل في دفع النفط الروسي، وفي البداية تم استخدام الدولار في السوق الدولية لشراء وبيع النفط الخام، وكانت الهند تدفع أيضًا بالدولار لشراء نفطها الخام، لكن روسيا الآن تحصل على مدفوعات بعملة الصين ودول أخرى بدلاً من الدولار، وذلك لأن الغرب فرض عقوبات على روسيا لقطعها عن شبكة الدولار واليورو المالية
الموضع حساس بالهند .. والصين تروج لهذا الإجراء
ويبدو أن القرار به حساسية سياسية، حيث قالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن مؤسسة النفط الهندية ، أكبر مشتر للنفط في البلاد ، أصبحت أول شركة تكرير مملوكة للدولة تدفع باليوان مقابل بعض كميات الخام الروسي، فيما قال مصدران آخران إن اثنتين على الأقل من ثلاث مصافي خاصة في الهند تدفع باليوان مقابل الواردات الروسية، وقد امتنعت جميع المصادر عن الكشف عن أسمائها لحساسية الموضوع، كما رفضت شركات التكرير الخاصة الهندية ، ريلاينس إندستريز ليمتد ، ونيارا إنرجي ، وإتش بي سي إل ميتال إنيرجي ليمتد التعليق على الأمر
وذكرت مصادر إنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد كمية النفط التي استوردتها مصافي التكرير الهندية بالعملة الصينية، ومع ذلك ، دفعت شركة النفط الهندية ثمن العديد من شحنات النفط الخام باليوان، وقد ارتفعت مدفوعات النفط الروسي باليوان، مما عزز جهود الصين لتدويل عملتها، حيث تروج البنوك الصينية لاستخدامها بشكل خاص لدفع ثمن النفط الروسي
فشل المفاوضات الروبية دفع الهند لتخطى خلافات الصين
وعلى مدار الأشهر الماضية، أجرت الهند محادثات مع روسيا لإنشاء آلية دفع بالروبية لتعزيز التجارة الدولية بالروبية، ولكن كلا البلدين لم يتمكنا من الاتفاق على إقامة هذا النظام حتى بعد شهور من المحادثات، ففي بداية مايو نفسه، كانت رويترز قد ذكرت أن المحادثات الجارية بين الهند وروسيا بشأن تجارة الروبية قد فشلت، وحتى بعد شهور من المفاوضات، لم تستطع الهند إقناع روسيا بالاحتفاظ بالروبية في خزائنها، وبعد ذلك تم تعليق الجهود لتسوية التجارة الثنائية بالروبية، فيما قالت مصادر مطلعة على الأمر إن جهود التجارة بالروبية بين البلدين باءت بالفشل
ووفقًا لرويترز ، منذ فرض العقوبات على روسيا ، تشتري المصافي الهندية الخام من تجار في دبي وشركات روسية مثل روسنفت وليتاسكو وغازبروم نفت، وقالت مصادر إن مصافي التكرير الهندية تدفع أيضا مقابل مبلغ من النفط الروسي بالدرهم الإماراتي، فيما قال مصدر حكومي: “تفضيلنا الأول هو الدفع بالدولار، لكن المصافي تدفع أحيانًا بعملات أخرى مثل الدرهم واليوان عندما يطلب البائعون”، وقد نقلت رويترز عن مسؤولين حكوميين ومصادر مصرفية في تقرير نشر في مارس، أن الهند طلبت من البنوك والمتعاملين تجنب استخدام اليوان لسداد قيمة الواردات الروسية بسبب الخلافات السياسية القائمة منذ فترة طويلة مع الصين، ولم يتضح بعد ما إذا كان الدفع الروسي باليوان يشير إلى تغيير في نهج الهند تجاه الصين، ولكن على الأقل هناك بوادر تغيير
هكذا تعاملت البنوك الهندية مع أزمة العملة
وقد وصلت واردات الهند من النفط الخام من روسيا إلى مستوى قياسي في مايو، فقبل عام، كان النفط الخام الروسي يمثل 16 في المائة من إجمالي واردات الهند من النفط ، والتي ارتفعت الآن إلى 40 في المائة، حيث لم تدعم الهند العقوبات الغربية ضد روسيا ولا تنتهك العقوبات المفروضة على روسيا بشراء النفط الروسي، لكن البنوك الهندية تتوخى الحذر في الموافقة على مدفوعات الواردات النفطية من روسيا
فيما قال مصدران إنه في شهر مايو ، رفض بنك الدولة الهندي دفع مؤسسة النفط الهندية بالدولار لشحنة من شركة النفط الروسية روسنفت، وقد كانت اللجنة الأولمبية الدولية قد قررت بالفعل أن روسيا ستدفع ثمن النفط بالدولار لكن الهيئة الفرعية للتنفيذ رفضت الدفع، ولكن بعد ذلك ، في يونيو ، دفعت اللجنة الأولمبية الدولية ثمن البضائع الروسية باليوان من خلال البنك الخاص ICICI، وقال مصدر إن شركة خاصة تدفع أيضا ثمن النفط الروسي باليوان بالطريقة نفسها
وقال مصدر مطلع على الأمر: “منذ ذلك الحين ، تستخدم اللجنة الأولمبية الدولية نفس الطريقة للدفع باليوان مقابل شحنات روسنفت النفطية”. عندما تواجه اللجنة الأولمبية الدولية مشكلة في الدفع ، فإنها ستدفع باليوان