الله يعقوب علية السلام ” جزء 3″

الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الله يعقوب علية السلام ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع نبي الله يعقوب علية السلام، فلم يكتف عليه السلام بالعفو والصفح عنهم، بل وعدهم أن يسأل الله تعالى لهم المغفرة، ليعلم الآباء أن يعفوا ويصفحوا عن أبنائهم، ويدعوا لهم بالخير، ويتجنبوا الدعاء عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ” فهل نتأمل هذه الفوائد الغالية؟ ونربي أبناءنا على هذه القيم الفاضلة؟ ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، قصص الأنبياء، وسيرة المرسلين، لنستخلص منها الدروس ولنستلهم منها العبر، ولنتفكر في أمرهم، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم، فالعاقل من وعظ بغيره، ونبى الله يعقوب هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد عرف بالسماحة وحسن الخلق والصبر.

ورسوخ الإيمان بالله، كثير البكاء حتى صار من جملة بكائي التأريخ، وكان عبرانيا، ونبوته كانت في فلسطين، وكانت بعثته في زمان واحد مع إبراهيم الخليل وإسحاق وإسماعيل ولوط عليهم السلام، وكان أبوه يميل إليه اكثر من أخيه عيص ويدعو له، والنبى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان اسمه إسرائيل، وكان نبيا إلى قومه، والنبي يعقوب عليه السلام، ابن النبى اسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم السلام، وهو أحد الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، كما وأخبر القرآن الكريم أن يعقوب عليه السلام، كان من أهل العمل الصالح، والعلم النافع، وهو أبو النبي يوسف عليه السلام، وقد ورد اسم يعقوب عليه السلام في القرآن الكريم ست عشر مرة، ومنها قوله تعالى ” ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون ”

وقد كان لنبى الله يعقوب عليه السلام، اثنا عشر ابنا ذكرا، وبنت واحدة، وأبناؤه هم بنو إسرائيل، ولقد عاش نبى الله يعقوب عليه السلام سنوات من الحزن والأسى وقال بعض المفسرين، إنها أربعون سنة، ومع هذا لم تُسمع منه كلمة تضجر أو تسخط، إنما بث حزنه وشكواه إلى الله، فدعا الله تعالى ويقول ” إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ” أي لا أظهر عظيم حزني إلا لله وحده فهو الذي تنفع الشكوى إليه، وهو كاشف الضر والبلاء، وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه، وهكذا شأن المؤمن الصبر، وشأنه الأكمل أن يرضى عن الله عز وجل، ويعلم أن خيرة الله خير مِن خيرته لنفسه، وكان من دعاء نبى الله يعقوب عليه السلام ” قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا، فصبر جميل عسى الله أن يأتينى بهم جميعا، إنه هو العليم الحكيم ”

وبهذا الدعاء لما رجع أبناؤه إليه، وأخبروه أن أخاهم بنيامين قد سرق، فقال صبري على ما نالني من فقد ولدي، صبر جميل لا جزع فيه ولا شكاية، عسى الله أن يأتيني بأولادي جميعا فيردهم عليّ، إنه هو العليم بوحدتي، وإنه تعالى الحكيم في تدبيره خلقه، وقد رُوي أنه من دعاء نبى الله يعقوب عليه السلام “يا رب أما ترحم ضعفي، أما ترحم شيبتي، أما ترحم كبر سني، أما ترحم ذلتي، أما ترحم فقري، فأوحى الله له قال ” يا يعقوب، وعزتي وجلالي وارتفاعي على خلقي، لو كان يوسف ميتا لأحييته لك” وهذا الحديث يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فأتاه جبريل فقال، يا يعقوب إن الله يقرئك السلام، ويقول لك ” أما تستحى أن تشكو إلى غيرى؟ فقال يعقوب، إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله، فقال جبريل عليه السلام، الله أعلم بما تشكو يا يعقوب.

ثم قال يعقوب عليه السلام، أى ربى أما ترحم الشيخ الكبير؟ أذهبت بصرى وقوست ظهرى فأردد على ريحانتى أشمه شمة قبل الموت ثم اصنع بى يا رب ما شئت، فأتاه جبريل عليه السلام فقال، يا يعقوب إن الله يقرئك السلام، ويقول لك ” أبشر وليفرح قلبك فوعزتى لو كانا ميتين لنشرتهما لك ” ولكن قيل أن هذا حديث موضوع مكذوب لا صحة له، ولا يجوز نسبته لنبى الله يعقوب عليه السلام، ولا الدعاء به، والنبى يعقوب عليه السلام، هو أبو الأسباط الاثنى عشر، وإليه ينسب شعب بنى إسرائيل، وقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم، النبي يعقوب بأنه الكريم، وأدرجه في سلسلة آبائه الأنبياء الكرام إبراهيم وإسحاق عليهما السلام، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال، أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال ” الكريم ابن الكريم ابن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحقاق بن ابراهيم عليهم السلام ” رواه البخاري.