الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 12″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 12″
ونكمل الجزء الثانى عشر مع نبي الله يعقوب علية السلام، وأما عن السيده راحيل بنت لابان وهي الزوجة الثانية للنبي يعقوب عليه السلام وابنة خاله لابان، وهي أيضا الأخت الصغرى لزوجته ليا بنت لابان، وهي أم النبي يوسف عليه السلام، وأم بنيامين أيضا، وقد تزوجها النبي يعقوب بعد سبع سنوات من زواجه من أختها الكبرى ليا بنت لابان، وكانت راحيل تتميز بصفات حسنة منها الجمال والذكاء والعبادة لله، وقد توفيت راحيل حين اشتد ألم الولادة بها أثناء إنجابها لابنها الثاني بنيامين، ودفنها زوجها، النبي يعقوب عليه السلام في مدينة بيت لحم بفلسطين، وأكثر زوار القبر هم من اليهود، حيث يذهبون إليه لقراءة الكتب المقدسة، وأما عن رفقة فكانت نبية والأم الحاكمة الثانية من أربع أمهات للشعب اليهودي، فكانت زوجة نبى الله إسحق عليه السلام ووالدة يعقوب وعيسو.
ورفقة وإسحق دفنا في مغارة الأولياء في الخليل، جنبا إلى جنب مع الخليل إبراهيم وسارة ويعقوب وليا، وتظهر رفقة في الكتاب المقدس العبري فى العهد القديم على أنها زوجة إسحاق وأم يعقوب وعيسو، وحسب التراث الكتابي، فإن أبا رفقة هو بتوئيل الآرامي من بادان آرام، وتسمى أيضا آرام نهاريم، وإن أخو رفقة هو لابان الآرامي، وهي حفيدة ملكة بنت هاران بن تارح، وجدها ناحور بن تارح، أخو الخليل إبراهيم عليه السلام، ويعتقد بعض الناس أن رفقة وإسحاق زوجان من الأزواج الذين دُفنوا في كهف البطاركة وهى مغارة المكفيلة، والأزواج الآخرون هم آدم وحواء، وإبراهيم وسارة، ويعقوب وليا، وقالوا بعد فداء إسحاق، ماتت سارة، بعد أن دفنها إبراهيم، ذهب يبحث عن عن زوجة لابنه إسحاق الذي كان قد بلغ من العمر سبعة وثلاثين عاما.
وقد أمر إبراهيم خادمه الذي يسميه مفسرو التوراة إليعازار الدمشقي، أن يذهب إلى مسقط رأسه آرام نهاريم، حتى يختار عروسا من أسرته، لئلا يتزوج إسحاق بفتاة كنعانية محلية، وقد أهدى إبراهيم العروس وعائلتها مجوهرات غالية وثيابا كثيرا وموائد، وقال إبراهيم إن الفتاة إذا رفضت أن تتبعه، فإنه سيتبرأ من مسؤولية إليعازار، وقد ابتكر الخادم اختبارا كي يجد الزوجة المناسبة لإسحاق، فقد وقف إليعازار مع رجاله وعشرة جمال ومؤن عند البئر المركزي في المدينة، وصلى لله “اجعل الفتاة التي أقول لها هاتي إبريقك حتى أشرب، إذا سقتني وسقت إبلي، اجعلها الفتاة التي جعلتها لعبدك إسحاق، حتى أرى أنك أظهرت اللطف لسيدي إبراهيم” كما جاء فى سفر التكوين، ومن عجبه، جاءت فتاة من فوره وسقته وروت عطش الإبل التي معه.
وجعلت رفقة تروي الجمال حتى ارتوت كلها، فثبت كرمها ولطف طبعها واستحقاقها لأن تكون في بيت إبراهيم، فأعطاها الخادم من فوره حلقة لأنفها وسوراين ذهبيين ليديها، فهُرعت رفقة إلى أمها لتريها إياها ولما رأى لابان أخو رفقة الذهب، ذهب إلى الضيوف مباشرة حتى يستقبل الضيوف ويدخلهم إلى البيت، وروى الخادم العهد الذي جعله مع إبراهيم وكل التفاصيل التي جرت في رحلته ولقاءه رفقة، وبعد ذلك وافق لابان وأبوه بيتوئيل على أن رفقة سترجع معهم، وبعد استقبال الضيوف ليلة، حاولت الأسرة أن تستبقي رفقة معها فترة أطول، وقد أصرّ الخادم على أن تُسأل الفتاة نفسها، فوافقت وذهبت معه من فورها، وقد أرسلتها الأسرة مع ممرضتها دبورة، وبرّكوها فقالوا “أختنا، جُعلت آلافا مؤلفة، وُجعلت ذرّيتك الوارثة لأرض الأعداء ”
ودخلت رفقة ومرافقوها بيت إبراهيم، فوجدوا إسحاق من بعيد في حقول بير لاهاي روي، ويقول التلمود والمدراس إن إسحاق كان يصلي صلاة المنحة، وهي صلاة بعد الظهر، ولمّا رأت رفقة هذا الرجل الروحاني، نزلت عن جملها وسألت خادمها المرافق من هذا الرجل؟ ولمّا سمعت أنه زوجها المستقبلي، غطت وجهها بخمار تواضعا له، فأدخلها إسحاق إلى خيمة أمه الراحلة سارة، وتزوجها وأحبّها، وقيل إن المعجزات الثلاثة التي كانت في خيمة السيدة سارة ثم اختفت بموتها، ظهرت مرة أخرى مع رفقة، وهذه المعجزات هي اشتعال المصباح في الخيمة من ليلة السبت إلى ليلة السبت، والبركة في العجين، وسحابة كانت تحوم فوق خيمتها وقيل هو رمز للحضور الإلهي وقد صارت بعض الأحداث التي قادت إلى زواج إسحاق ورفقة، جزءا رسميا من احتفال الزواج اليهودي التقليدي.