الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الشفع ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة الشفع ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة الشفع، وإذا أوتر الإنسان بثلاث أو بخمس أو بسبع أو بتسع فكله طيب، والوتر نافلة ليس بفرض على الصحيح، الذي عليه جمهور أهل العلم أنه سنة وليس بواجب، والوتر هو التهجد بـالليل وأقله واحدة ركعة واحدة بعد العشاء بعد راتبة العشاء، وهذا أقله، وإذا أوتر بثلاث أفضل وبخمس أفضل وبسبع أفضل، وهكذا، لكن إذا بلغ إحدى عشرة فهو أفضل، وإن زاد وأوتر بثلاث عشرة أو بخمس عشرة أو بسبع عشرة أو بأكثر من هذا فلا بأس الأمر واسع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لما سئل عن صلاة الليل قال مثنى مثنى، ولم يحدد عددا، ثم قال صلى الله عليه وسلم” فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى” وهذا يدلنا على أن الوتر يكون ركعة في آخر الصلاة سواء كان في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل يوتر بواحدة.
وليس له حد محدود، فإذا أوتر بعشرين ركعة مع الوتر كما في التراويح المنقولة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أو أوتر بثلاث عشرة أو بإحدى عشرة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، في إيتاره في صلاة الليل، أو أوتر بسبع أو تسع أو خمس أو ثلاث كل هذا لا بأس به، وأقله واحدة في أول الليل أو آخره، وإن معنى الشفع في اللغة هو الزوج من العدد، ومنه الشافع وهو الذي يُعزز ويقوي المشفوع له ويزيل تفرده، أما الوتر في اللغة فهو الفرد من العدد، وقد جاء القرآن على ذكر الشفع والوتر وأقسم الله سبحانه وتعالى، بهما وذلك في قوله تعالى “والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر” وفي تفسير الشفع والوتر أقوال كثيرة، ومن هذه الأقوال وأقربها إلى الصحة أن الشفع هو يوم عرفة، لأنه اليوم التاسع من ذي الحجة والوتر هو يوم النحر وهو اليوم العاشر.
وللوتر معنى شرعي وهو أن صلاة الليل بالمعنى العام تسمى بصلاة الوتر لأنها تختم بعدد فردي من الركعات، وإن معرفة معنى صلاة الشفع هو مرتبط بفهم كيفية صلاة الشفع والوتر، إذ إن مصطلح صلاة الوتر منتشر أكثر من صلاة الشفع والوتر، والسنن بعد صلاة العشاء ثلاثة وهي ركعتي سنة العشاء البعدية، وقيام الليل وتكون هيئة الصلاة فيها مثنى مثنى أي يُسلم كل ركعتين وللإنسان أن يصلي ما شاء في قيام الليل، أما صلاة الوتر بالمعنى الخاص فهي صلاة الليل ذات العدد الفردي، وقد سبق بيان أن الوتر يطلق على قيام الليل بشكل عام، ولكن عند ذكر صلاة الشفع والوتر، فالمراد بالشفع صلاة الليل الثنائية والوتر الصلاة الفردية، ولا يقصد بالشفع سنة العشاء البعدية كما يظن بعض الناس، وقد ورد ذكر كلمتي الشفع والوتر فيما رواه سالم بن عبد الله بن عمر.
أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة وكما أخبر ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يفعل ذلك، وأما عن كيفية صلاة الشفع والوتر فالشفع يؤدى مثنى مثنى، ثم تختم بصلاة الوتر ركعة واحدة أو ثلاث ركعات، ولكن على من أراد أن يوتر بثلاث أن لا يجلس للتشهد الأول وإنما للتشهد الأخير فقط، وذلك كي لا تشبه صلاة المغرب وهذا منهي عنه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ في صلاة الوتر سورة الأعلى في الركعة الأولى ثم الكافرون ويختم بسورة الإخلاص، وأما عن حكم صلاة الشفع والوتر، فإن حكم صلاة الشفع والوتر هو الاستحباب وليس الوجوب وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم، على هذه الصلاة وكان أكثر وتره إحدى عشرة ركعة، ويمكن أن يوتر الإنسان قدر ما شاء على حسب طاقته وكما أن هناك متسع لتأدية هذه الصلاة
فوقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وكما يمكن ختم الصلاة بالوتر قبل النوم وذلك لمن خشي أن لا يستيقظ قبل الفجر وأما من علم من نفسه القدرة على الاستيقاظ قبل الفجر فيستمر بصلاة الليل مثنى مثنى وهي صلاة الشفع حتى إذا أراد ختم هذه الصلاة أوتر بواحدة أو ثلاث ركعات، وإن العلم بكيفية صلاة الشفع والوتر هو أمر مهم وذلك لأن لهذه الصلاة شأن عظيم، حيث ذهب بعض العلماء إلى وجوبها أما الجمهور فهم على أنها سنة مؤكدة، وقد حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صلاة الوتر في الحضر والسفر، كما أمر بتأدية هذه الصلاة في أكثر من حديث، ومنها ما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” أوتروا قبل أن تصبحوا ” ويستحب للمسلم أن يحافظ على هذه الصلاة لما لها من الفضل والثواب.