مشروعية صلاة التهجد ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة التهجد ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية صلاة التهجد ” جزء 1″

بعد أن تكلمنا على صلاة الشفع والوتر، وعلمنا جيدا فضل هذه الصلاة وعلمنا أنه قد حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صلاة الوتر في الحضر والسفر، وكما أمر بتأدية هذه الصلاة في أكثر من حديث، ومنها ما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” أوتروا قبل أن تصبحوا ” ويستحب للمسلم أن يحافظ على هذه الصلاة لما لها من الفضل والثواب، وقد قيل أيضا عن صلاة الوإذا فاتته ليلا لعذر كنوم أو مرض فله أن يصلي مثلها شفعا، أي إذا كانت عادته أن يقوم الليل بخمس ركعات وانشغل عنها لعارض ما، فله أن يصليها نهارا ستة ركعات يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، وقد كان هذا هدي النبى صلى الله عليه وسلم، وسنته.

فبعد أن فرض الله سبحانه وتعالى على العبد المسلم خمس صلوات يؤديها في اليوم والليلة، وجعله مُخيرا لأداء ما شاء من النوافل والسنن التي يتقرب بها إلى الله عز وجل، فإن جميع وقت المسلم في يومه وليلته يكون عبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى، إلا تلك الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ومن أفضل الأوقات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه وقت جوف الليل، ومن العبادات التي تؤدى فيه ما يعرف بصلاة التهجد، وأما عن معنى التهجد، فهو يعرف التهجد بعدة تعريفات في اللغة والاصطلاح، فالتهجد في اللغة وهو بمعنى السهر، أي سهر الليل، ويصدق ذلك على صلاة الليل، فيقال تهجد في ليله، إذا صلى بالليل، والتهجد في الاصطلاح وهو الاستيقاظ في الليل لأداء الصلاة، وقد قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم “ومن الليل فتهجد به نافلة لك”

وصلاة التهجد هى صلاة نافلة أثناء الليل، وأما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، فهو أن التهجد يكون بعد النوم ليلا ولو لفترة، ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، أما قيام الليل فيكون بالصلاة والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل، وعليه فإن التهجد نوع من قيام الليل، يكون بالنوم ثم الاستيقاظ لأداء الصلاة، وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال ” يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له ”

وصلاة التهجد نوع من أنواع صلاة النفل، وهي الصلاة التي تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، ويفضل أن تكون في آخر الليل لمن تيسر له لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل” ولقوله صلى الله عليه وسلم ” صلاة داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، قال وهي أفضل الصلاة ” وأيضا صلاة التهجد نوع من أنواع صلاة النفل المخصوص في الليل، وقد تطلق على التطوع بالنفل المطلق، أو المقيد، ومعنى كلمة تهجد، وهى من الهجود وهو ترك النوم، وهو بمعنى الصلاة في الليل بعد نوم، وصلاة نافلة الليل تبدء من بعد فعل صلاة فرض العشاء.

وما كان منها قبل نوم يسمى، صلاة قيام الليل، وما كان بعد نوم فهو صلاة التهجد، وأما عن طريقة صلاة التهجد، وهل القراءة فيها جهرا أم سرا؟ فالإجابة للشيخ الجليل ابن باز فيقول، فالطريقة في صلاة الليل موسعة بحمد الله، إن شاء صلى قبل أن ينام ما يسر الله له واحدة أو ثلاثا أو أكثر بعد سنة العشاء، وإن شاء أخر ذلك إلى آخر الليل أو وسط الليل، فإذا قام صلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ما كتب الله له أربعا، أو ستا، أو ثمانا، أو عشرا، ويسلم من كل إثنتين ثم يوتر بواحدة، هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يفعل، وربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بعشر ثم زاد واحدة، وتقول السيده عائشة رضي الله عنها، كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي من الليل عشر ركعات، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة.