الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة النوافل ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة النوافل ” جزء 1″
إن من نعم الله عز وجل، على عباده أن شرع لهم ما يرفع الدرجات ويزيد في الحسنات تكرمّا منه سبحانه وتعالى، ومن ذلك صلاة التطوع، ففي الحديث القدسي الوارد في الصحيحين عن البخارى ومسلم، يقول الله عز وجل ” وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه “وإن الإكثار من نوافل الصلاة سبب عظيم من أسباب الجنان ونيل شفاعة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم، عن ربيعة بن كعب السلمي ” قال أسألك مرافقتك في الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو الكريم “أعنّي على نفسك بكثرة السجود “رواه مسلم، وإن من أفضل صلوات التطوع التي رغب فيها الشرع هى المحافظة على صلاة الوتر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” إن الله أمدكم بصلاة هي صلاة الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر ” وصلاة النفل هي كل أنواع الصلوات غير المفروضة، والنفل من الصلاة هو ما ثبت في الشرع الإسلامي طلب فعله بدليل، على اختلاف درجاته، وأفضل أنواع صلاة النفل المسنون المؤكد، لكونه مما ثبت في الشرع دليل الحث، أو المواظبة على فعله، أو مشروعيته في جماعة، أو وقع الخلاف في وجوبه عينا أو كفاية، أو غير ذلك، وتتفاضل درجات النفل بحسب التاكيد، أو باعتبار التقييد والإطلاق، فهو إما مقيد بوقت أو سبب، وإما مطلق، فالمقيد بوقت وهو الذي يشرع فعله مخصوصا بوقت معلوم، وذلك مثل السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، وإما مقيد بسبب، وذلك مثل صلاة الاستسقاء، وصلاة تحية المسجد، وإما النفل المطلق، فهو التطوع الذي لم يقيد بوقت ولا سبب.
وتعتبر صلاة النفل في الفقه الإسلامي، أنها هي كل أنواع الصلوات الزائدة عن الصلاة المفروضة، وصلاة النفل مؤلفة من لفظين هما، صلاة ونفل، فالصلاة بالمعنى الشرعي هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم، ومعنى كلمة نفل، هى بمعنى الزيادة، وبالمعنى الشرعي، هو الزائد عن الفرض مطلقا، وصلاة النفل هي الصلاة الزائدة على صلاة الفرض، وتسمى نفلا، أو نافلة أو تطوعا والنفل والتطوع والمسنون والمستحب والمندوب كلها بمعنى واحد عند جمهور الفقهاء خلافا لمذهب أبي حنيفة حيث يفرق بين الفرض والواجب، والنفل يشمل ما وقع الخلاف في وجوبه مثل صلاة الوتر، و راتبة صلاة الفجر، وصلاة العيدين أما التطوع فلا يشمل هذا عند القائلين بالوجوب، ومراتب صلاة النفل بمعنى درجات التفضيل باعتبار المؤكدات والخصائص.
المقرونة بمشروعية بعض أنواع النفل، والصلاة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، وأفضلها الصلوات الخمس المفروضة بلا خلاف، فقد ورد في الحديث القدسي عن رب العزه، سبحانه وتعالى ” وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ” والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالفرض أولا، ثم بالنفل على تفاضل درجاته التي يحصل منها تكامل العبادة، لأن الفرض كالجسد، ومن النفل ما هو كأعضاء الجسد وأبعاضه الأساسية كاليد والعين، ومنه ما هو من الهيئات والإضافات التكميلية، أو التحسينات على اختلافها في الأهمية، وتتفاضل مراتب صلاة النفل باعتبار مجموع الخصائص والمؤكدات، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت ” لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر” متفق عليه.
وأما عن مقدار الفصل بين صلاة الفرض وصلاة النفل؟ ويجيب على هذا السؤال الشيخ إبن باز، فيقول بأن الجواب هو أن السنة هو فصل النافلة عن الفريضة، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” إذا صلى أحدكم فلا يصل صلاة بصلاة، حتى يتكلم أو يخرج ” فالأفضل للمسلم والمسلمة بعد السلام من الفريضة يقول أستغفر الله ثلاثا، واللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يأتي بالذكر الشرعي، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فهذا مستحب بعد كل الصلوات الخمس.
وهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، للرجل والمرأة جميعا، ويستحب أيضا مع هذا أن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، هذه زيادة خاصة بهاتين الصلاتين، ويستحب له بعد ذلك في الخمس الصلوات كلها أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وقد جاء في الحديث أن العبد إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وهذا فضل عظيم، يشرع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على ذلك، وكما يستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي، وهو يستحب للمؤمن والمؤمنة أن يأتي بها بعد كل صلاة.