آلضـحگ‏‏هہ مـآتت سـقعآن‏‏هہ .

آلضـحگ‏‏هہ مـآتت سـقعآن‏‏هہ .. 

بقلم إيمان الشيخ

آلضـحگ‏‏هہ مـآتت سـقعآن‏‏هہ .

بلدى، حبيبتى، وطنى، مكان راحتى وأمانى، يا بلد الأمان، يا بلد الخير يا بلد الحضارة وأى حضارة؟! إنهاحضارة ماقبل التاريخ، حضارة وُلِدت منها ألف حضارة، حضارة سَمَعت ودُرِسَت وكُتِبت بحروف من نور، حضارة صنعها أبناؤك، هم أنفسهم الذين يدافعون عنك، هم أنفسهم الذين يقدمون أرواحهم فداءا لكى، فإن طلبتى وجدتى فى أى وقت شبابا يافعا مقداما يقول ها أنا ذا، أبناؤك بلادى الذين يئنون ويشتكون منك إليكى، هم أنفسهم على أتم الإستعداد للدفاع عنكى .

الست حسنة أم لم تقترف ذنبا غير أنها أم فقيرة يسعى صغارها على جمع ما يقتاتوا به يسعون وهم براعم لم يطمعوا فى شئ غير الستر، الستر فقط وشيئا يحميهم من البرد، آمال بسيطة، وأحلام غاية فى البساطة، لم يتطلعوا لمال ولا غنى ولا قصور كتلك التى وهبتيها لغيرهم، لا ورب الكعبة بل كانت آمالهم فى كساء يحميهم من البرد وغطاء يستترون خلفه من لذعة البرد القارص، لم يخطر ببالهما يوما ولا ببال أمهم أنك أعددتى لهما شيئا أبشع من الكساء كى يقيهم البرد، لم يخطر ببالهما أنهما سيهربان من قرصة البرد إلى لسعة الماء ووحشة ظلمته، لم يخطر ببالهما أنهما سيتفرقان وسيذهب كل منهما إلى حال سبيله فى ظلمة موحشة،لم يخطر ببالهما الفرقة فقد خرجا مكتوفا الأيدى متشبثان ببعضهما، ولكن حدث، حدث يا وطنى الغالى وبلدى العزيز حدث أن إنتهت أسرة وتفرقوا وماتت البراعم لتترك الأم تتجرع الحسرة ومرارة الوحدة، لقد خرجت البراعم وأيديها متشابكة لتصتدم بقسوة الحياة التى لا تظهر إلا للفقير فشتتهم وفرقتهم وتركت الأم صريعة الأيام تعانى الأمرين تعانى من الفراق والوحدة تارة وتعانى من الحسرة والإحساس بالذنب إذ أنها لولا فقرها ما خرج صغارها تارة أخرى ، حدث يا وطنى أن ماتت الضحكة خيفة من البرد، ماتت سقعانة، ماتت وهى لم تفرح أو تتنعم بملذات الحياة كغيرها ممن وهبتى لهم الحياة بكل ملذاتها، ماتت الضحة وهى تشكوا لخالقها مرارة الجوع والعرى ومرارة الحياة ولذعة البرد القارص، ماتت الضحكة وفارقت الأرواح الأجساد وهى ترغب فى الراحة والأمان، ماتت الضحكة وهى محرومة من أبسط حقوقها وهو الكساء، الأمان، الحنان، ماتت الضحكة وخرجت روحها صاعدة إلى سماء ربها آملةً فى كرم ربها، طامعة فى أن يعوضها فى الآخرة بما حرمت منه فى الدنيا، ماتت الضحكة وستبقى صورها تعذب ضمائر البشرية ما دامت للبشرية ضمائر. ماتت الضحكة وتركت خلفها ألف سؤال وسؤال من المسئول؟! هل هم ضحايا الفقر أم ضحايا عدم التكافل الإجتماعى، أم هم ضحايا مجتمع ظالم يقسم خير البلاد وكأنها حكر على أشخاص بعينها؟!.

نسأل الله العزيز القدير أن يرحم أبنائنا الذين فقدوا فى حادث أشمون المروع وأن يرزق زويهم وأهليهم الصبر والسلوان وأن يربط على قلوبهم فهو نعم المولى ونعم النصير.