الدكرورى يكتب عن نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 18″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 18″
ونكمل الجزء الثامن عشر مع نبي الله لوط عليه السلام، إلى جانب العديد من الشواهد الصخرية، والدولمن أو المناطير، وهي طاولات حجرية ضخمة، مكونة من الصخور الصوانية الكبيرة، وتقسم الآثار المعثور عليها في المدينة إلى قسمين وهما سُفلى، وعُلوى حيث يحتوي الجزء العلوي من المدينة سورا ضخما يحيط المدينة، وهو مصنوع من طوب طينى قد بناه سكان المدينة الأوائل لحماية المدينة وتحصينها، ويرجع إلى العصر البرونزى للمدينة، وعُثر أيضا على بوابة ضخمة ترجع إلى العصر الحديدى، وتقع في الجزء الشمالى من المدينة، وتضم بُرجين ضخمين، وتحت طبقات من الرماد، عُثر على منزلين، يعود أحدهما إلى العصر البرونزى، أما الآخر فيعود إلى العصر الحديدى، ويضم مطبخا، وقد عُثر في الجزء السفلى من المدينة.
على مبنى ضخم، ارتفاعه متران، ويرجع إلى العصر الحديدى كما عُثر على العديد من المنازل التي تعود إلى العصر البرونزى، وتحتوي أدوات منزلية من الفخار، بالإضافة إلى ساحة رئيسية ممهدة بالكامل بالطين الصلب، ويقع عند مدخلها برجان ضخمان متوازيان في البناء، وكان اكتشاف المدينة بدأت في كانون الأول من عام ألفان وخمسه ميلادى بعمليات التنقيب في منطقة البحر الميت للبحث عن آثار مدينة قوم لوط المذكورة في النصوص المسيحية، وكانت هذه المجموعة الاستكشافية بقيادة عالم الآثار ستيفن كولينز، من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، تحت إشراف دائرة الآثار الأردنيه، واستمرت عمليات التنقيب عشر سنوات، حتى تشرين الأول من عام ألفان وخمسة عشر ميلادى حيث أعلنت البعثة اكتشاف آثار في المدينة.
ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، ولقد أرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين، وبعث معهم الرسالات والمعجزات التي تؤيد صدق أقوالهم واتصالهم برب العالمين ووحيه، لكن أنبياء الله تعالى قوبلوا بالكفر والجحود من أقوامهم، وذلك للعديد من الأسباب، ومنها هو أنهم اعتادوا الإشراك بالله تعالى، وعبادة الأوثان أو غيرها، فثقل عليهم التوحيد، والسبب الآخر هو أن مصالح بعض الأقوام تتعارض مع الاستقامة والدين كالمصالح المادية وغير ذلك من الأهواء التي يفضلونها على طاعة الله ورضوانه، ومن بين الأنبياء الذين جاهدوا في سبيل الله محاولين أخذ أقوامهم إلى رضا الله وجنانه هو نبي الله لوط عليه السلام، وقد سكن قوم لوط منطقة سدوم في قرى الأردن، التي قيل إنها في مكان البحر الميت الآن، وقد أرسل لهم الله تعالى رسالة التوحيد.
مع نبيهم لوط عليه السلام، وهو ابن أخ إبراهيم الخليل عليهما السلام، فأرشدهم إلى التوحيد ودعاهم إلى طاعة الله ورضوانه، لكن أمر الله تعالى شُق عليهم، إذ كان من صفاتهم السيئة أنّ الرجال منهم يأتون الرجال على غير ما فطرهم الله تعالى، وكان من شريعة لوط عليه السلام ترك تلك الفاحشة والتوبة منها، لكن قوم لوط كرهوا ذلك وهددوا لوطا بإخراجه من قريتهم إن أصر عليهم، وينشغل العلماء والمنقبون في معرفة الموقع الذي سكنه قوم لوط، ولكن العديد من الإشارات تدل إلى أنه كان بالقرب من الأردن، وأن البحر الميت هو بحيرة لوط، وقد وجدت بعثة أمريكية حديثا أن منطقة تل الحمام في جنوب الأردن هي المنطقة المقصودة، وقد كانت تدعى سدوم، وأن الحياة في هذه القرية توقفت فجأة، وهذا يدعم ما جاء في القرآن الكريم.
أن يترك خلفهم آية تدل عليهم للعبرة والعظة، وقد تطلب هذا الاكتشاف مجهودا كبيرا زاد عن عشر سنوات من التنقيب، وأوضح المسؤول عن المهمة أن ما وجدوه هو عبارة عن أبراج، وبوابات لمعابد تطلبت آلاف العمال لبنائها، وأن هذه الآثار انقلبت وجها على عقب فجأة كأن كويكبا ارتطم بها وردمها بحجارته المتكسرة، لتغيب عن الأنظار لأكثر من خمسة وثلاثين قرنا، ولوط هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية أقوامهم، وقد تم ذكره في الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، وذكر في الإسلام أن النبي لوط هو ابن أخ خليل الله إبراهيم عليه السلام، وقد آمن به وهاجر معه ليدعو أهل سدوم وعمورة، فدعاهم إلى الله، ونصحهم بأن يهجروا ما هم عليه، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه لهم إن لم يستجيبوا.