مشروعية صلاة الإستخارة “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الإستخارة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية صلاة الإستخارة “جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة الإستخارة، وأما عن كيفية صلاة الاستخارة؟ فصلاة الاستخارة كما ذكرنا أن يصلي العبد ركعتين من غير الفريضة ويقرأ فيهما بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وبعد الصلاة يدعو بهذا الدعاء الذي رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه، وأما عن أفضل وقت لصلاة الاستخارة، فإنه أفضل وقت لها هو وقت الثلث الاخير من الليل أو قبل أن يخلد الإنسان إلى النوم، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يرى الشخص الذي استخار ربه رؤيا في المنام حتى يمضي في حاجته، فإن كانت خيرا له فسييسرها الله تعالى له، وإن كانت غير ذلك فسيصرفها الله تعالى عنه ويصرفه عنها، وأيضا هناك أوقات يكره فيها صلاة الاستخارة، والاوقات التى يكره فيها صلاة الاستخارة وهي ما بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح، وفترة توسط الشمس في السماء قبل الزوال، وما بعد صلاة العصر إلى الغروب.

أي عندما تميل الشمس للغروب، فإن ابتعد عن تلك الأوقات جاز لها أن يصليها متى أراد، وتجدر الإشارة إلى أن الاستخارة تكون في الأمور المباحة، أو الأمور المندوبة والواجبة بشرط أن يحصل تعارض بين واجبين أو مندوبين ويريد المستخير أن يختار أحدهما أو يبدأ بأحدهما قبل الآخر، أما الأمور الواجبة والمستحبة فلا يستخار لفعلهما، وكذلك الأمور المحرمة أو المكروهة فلا يستخار لتركهما، وأعلم أنه أثر الاستخارة يظهر فى أمرين، الأول منهما وهو الأصل الراحة النفسية لأحد الامرين دون الآخر، وما يجد المرء قلبه مطمئنا إليه وتتيسر الامور نحوه، والثانى يظهر فى أن يرى الإنسان رؤية مبشرة تقول له أفعل كذا او لا تفعل ويجب عليك أن تكون مؤمنا ومتيقنا بالإجابة.

وذلك من أهم الأشياء التي يجب أن تكون عند المستخير، فالإيمان بالله والتيقن بالإجابة من مفاتيح الفرج والسعادة، ويجب عليك أيضا أن تكون صافي الفكر والنية، فصفاء النية واجبا عند صلاة الاستخارة، ومما لا شك فيه أنك تعلم أن الأعمال بالنيات، فلا يجب أن تكون صلاة الاستخارة التي تؤديها بها نية شر أو ما إلى ذلك من أعمال لا تصلح، وبالتالي يجب عليك أن تكون نيتك صافية، وأن تستحضر النية وتؤدي الوضوء بالشكل الصحيح التام، وعلى المستخير بعد ذلك ألا يتعجل نتيجة صلاة الاستخارة، ولا يشترط أن يرى المُستخير رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، ويفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب.

وعليه أن يفوض الأمر لله تعالى ويعلم أنه إن كان خيرا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرا فسيصرفه الله عنه، وعليه أن يرضى بما يختاره الله تعالى له، وعلى المسلم ألا يكتفي بأداء صلاة الاستخارة مرة واحدة ولكن يجب عليه تكرارها عدة مرات، كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عندما أراد أن يكتب الحديث ” ظل يستخير الله تعالى شهرا كاملا ” وتيسير الأمور أبرز علامات أو نتائج صلاة الاستخارة، فإذا رأى صاحب الأمر أو المستخير هناك سهولة ويسر في حدوث الأمر الذي استخار الله من أجله فهذه من علامات القبول، وإذا كان الشخص يشتري منزلا وقرر استخارة الله عز وجل قبل الشراء فإذا وجد سهولة ويسر بينه وبين البائع وتنازلات.

وعدم اعتراض بينه وبين البائع فهذه من علامات التيسير، وأن الله مقدر لك هذا، أما إذا وجد صعوبة وتصلب في المفاوضات فهذا من علامات عدم القبول وهو من نتائج الاستخارة، وصلاة الاستخارة ليست نافلة مطلقة، وإنما هي من ذوات الأسباب، حيث قال ابن تميمة ذوات الأسباب تفعل في أوقات النهي، وعلل السبب في أنها لم تفعل لأجل الوقت، وإنما دعا إليها داعي، بخلاف التطوع المطلق الذي لا سبب له، ثم قال إنما ذوات الأسباب تفوت إذا أخرت عن وقتها، إذا وافق وقتها وقت النهي، مثل تحية المسجد، وصلاة الكسوف، ومثل الصلاة عقب الطهارة، يعني عقب الوضوء، وكذلك صلاة الاستخارة إذا كان الأمر الذي يستخير يفوت إذا أخرت الصلاة.

إذن، نخلص بأنه إذا كان الأمر الذي يستخير الله سبحانه وتعالى، من أجله لا يفوت، أو لن يفوت، فالأولى تأخير الصلاة عن أوقات النهي، ولو صلاها في أوقات الإجابة كان أفضل، كالثلث الأخير من الليل، وبين الآذان والإقامة، والساعة الأخيرة من عصر الجمعة، وغيرها من أوقات الإجابة، وقال النووي “أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله سبحانه وتعالى، والثناء عليه، وقد جاء في حديث الشفاعة وهو أدب النبي صلى الله عليه وسلم، مع ربه عندما يتخلى جميع الأنبياء عن الشفاعة، فيقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخر ساجدا فيحمد الله عز وجل، ثم يسأله .