الدكرورى يكتب عن مشروعية سجدة التلاوة ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية سجدة التلاوة ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية سجدة التلاوة، وإذا قرأت آية السجدة في مكتبك أو في حال التعليم فالمشروع لك السجود، ويُشرع للطلبة أن يسجدوا معك، لأنهم مستمعون، وإن تركت السجود فلا بأس، وأما عن سجود التلاوة للجنب، فقد اختلف العلماء في سجود التلاوة والشكر، فهل يشترط لهما الطهارة من الحدثين؟ وهما على قولين، أصحهما لا يشترط، لعدم الدليل على ذلك، ولأن السجود وحده ليس صلاة ولا في حكم الصلاة، ولكنه جزء من الصلاة فلم تشترط له الطهارة كأنواع الذكر غير القرآن، وأيضا فالمشروع للإمام إذا قرأ آية السجدة في الصلاة الجهرية أن يسجد تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، في ذلك، ومن لم يسجد فلا حرج عليه، لأن سجود التلاوة سنة وليس بواجب، ومن الدليل على ذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أن زيد بن ثابت قرأ عليه سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم،بالسجود، وأيضا لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ عليه زيد بن ثابت، سورة النجم ولم يسجد، فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يُنكر على زيد تركه، كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ، وأما عن حكم سجود التلاوة والزيادة على ثلاث في تسبيح الركوع والسجود؟ فسجود التلاوة ليس بواجب وإنما هو سنة، إذا قرأ آيات التلاوة يستحب له السجود إذا قرأ آخر، سورة اقرأ، أو آخر سورة النجم “فاسجدوا لله واعبده” أو آخر سورة الأعراف، يسجد.
وهذا السنة، وهكذا بقية السجدات يكبر ويسجد إذا كان خارج أو داخل الصلاة، وأما عن مشروعية السجود للتلاوة في الصلاة عند قوله تعالى “واسجد وافترب” فهذه السورة شرع الله فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم، السجود والمسلمون كذلك، وهذه من سجدات التلاوة، فالمسلمون يشرع لهم كما شرع لنبيهم صلى الله عليه وسلم، والسجود عند قراءة هذه الآية، فإذا قرأ هذه الآية يسجد، إن كان مفردا خارج الصلاة، وهكذا إن كان في الصلاة، وإن كان إماما سجد وسجد المصلين معه، وأما عن ما يقال في سجود التلاوة، فهو يقول مثل سجود الصلاة سواء بسواء، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، اللهم لك سجدت وبك آمنت، ولك أسلمت.
سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويدعو في سجوده كما شاء، وأما عن كيفية سجود التلاوة فقد ورد عن الفقهاء أكثر من كيفية لسجود التلاوة، فالحنفية قالوا إن كان القارئ في صلاة فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة فتجزئ عن السجود، أو أن يُكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة، ثم يركع ركوع الصلاة وهو الأكمل، وإن تليت أكثر من سجدة في الصلاة الواحدة فتجزئ سجدة واحدة، وذلك من باب رفع الحرج، وإن كانت السجدة خارج الصلاة فيُكبّر ثم يسجد، ثم يُكبّر حتى يرفع رأسه من السجود.
وأما عن الحنابلة قالوا إن سجدة التلاوة سواء كانت في الصلاة أو خارجها فكيفيتها أن يكبر من أراد السجود تكبيرتين، الأولى إذا سجد والثانية إذا رفع، وإن كان خارج الصلاة فيكون السجود كما أورده الحنفية ولكن بإضافة التسليم وجوبا، وأما عن رأى الشافعية يكون سجود التلاوة أولا بالنية ثم بالتكبير ويباح رفع اليدين لذلك، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع منه، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة، أما في الصلاة فالكيفية تكون بالنية ثم السجود ثم القيام للركوع، وإن قرأ قبل الركوع شيئا من القرآن أفضل، وأما عن رأى المالكية تكون الكيفية بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين إن كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع النية سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما الحال عند الحنفية.