مشروعية صلاة العيدين ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة العيدين ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية صلاة العيدين ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة العيدين، وقد قال الشيرازي، أن صلاة العيد سنة، وقال في التاج والإكليل، أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وكان دليلهم على ذلك، هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي وكان قد ذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، فقال له هل علي غيرهن؟ قال ” لا، إلا أن تطوع ” متفق عليه، وأما عن الرأى الثالث، فهو أن صلاة العيد فرض كفاية، وإليه ذهب الحنابلة، وقال ابن قدامة في المغني، وصلاة العيد فرض على الكفاية في ظاهر المذهب، وكان دليلهم على ذلك، هو عموم قول الله تعالى “فصلى لربك وانحر” ولمداومة الرسول صلى الله عليه وسلم، على فعلها، ولأنها من أعلام الدين الظاهرة، ولا شك أن هذا يدل على تأكيد خروج الرجال والنساء لصلاة العيدين ليشهدن الخير ودعوة المسلمين.

ولقد شرع الإسلام صلاة العيدين، فالصلاة الأولى في واحد من شهر شوال هجريا من كل عام وهو عيد الفطر المبارك بعد تأدية فريضة صيام شهر رمضان المبارك، والثانية في العاشر من شهر ذو الحجة هجريا من كل عام، وهو بعد تأدية فريضة الحج، وقد فرضت صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة وهي فرض كفاية عند الحنابلة، والإمامية، وسنة مؤكدة عند المالكية، والشافعية، وواجبة عند الحنفية، وتكون الصلاة في صباح أول أيام عيدي الأضحى والفطر، وقد ثبت في الحديث، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد واظب عليها، وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها، وصلاة العيد ركعتان، يشرع فيها التكبير، وبعدها خطبتان، ويدخل وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وحدده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها بزوال الشمس.

ومن آداب صلاة العيد، هو أنه يستحب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب، ويستحب في عيد الفطر الإفطار بعد صلاة الفجر مباشرة، بأكل بعض تمرات أو نحوها قبل الخروج إلى الصلاة، أما في عيد الأضحى فيستحب الإمساك بعد صلاة الفجر إلى وقت النحر، وأداء الصلاة في العراء وهو المصلى، وهو أفضل من تأديتها في المساجد إن أمكن، وإلا فلا حرج في فعلها في المساجد، ومن صفة صلاة العيد أن يحضر الإمام ويؤم الناس بركعتين، وقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” صلاة الفطر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى ” وعن أبي سعيد الخدرى قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ” وأن يُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها سبع تكبيرات.

وهذا لحديث السيده عائشة رضى الله عنها، قالت ” التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع ” رواه أبو داود، ثم يقرأ فى الركعة الأولى سورة الفاتحة، ويقرأ سورة ” ق ” ويقرأ في الركعة الثانية يقوم مُكبرا فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة ” القمر ” فهاتان السورتان كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ بهما في العيدين، وإن شاء قرأ في الأولى بسورة الأعلى، وفي الثانية بسورة الغاشية، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في العيد سورتي، الأعلى، والغاشية ” وينبغي للإمام إحياء السنة بقراءة هذه السور حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت، وبعد الصلاة يخطب الإمام في الناس، وينبغي أن يخص شيئا من الخطبة يوجهه إلى النساء يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به، وينهاهن عن ما ينبغي أن يتجنبنه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.