الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 2”

ونكمل الجزء الثاني مع الرسول في غزوة بنى المصطلق، وأرادت جويرية من رسول الله أن يقضي عنها مكاتبتها، ففعل ذلك رسول الله وتزوجها، وبسببها فك المسلمون أسراهم من قومها، وكانت رضي الله عنها ذات صبر وعبادة، فعن ابن عباس قال “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية وكان اسمها برة ، فحول اسمها إلى جويرية، فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها فقال ” لم تزالي في مصلاكى هذا” قالت نعم، قال ” قد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت لوزنتهن، سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ” رواه أبو داود، وكان الهدف من زواج رسول الله من جويرية بنت الحارث الطمع في إسلام قومها، وقد تحقق هذا الهدف السامي، فأعز الله المسلمين بإسلام قومها.

وأما عن الحارث بن أبي ضرار، فهوالصحابي الحارث بن أبي ضرار، وهو حبيب، بن الحارث بن عائد بن مالك بن جذيمة، وهو المصطلق، بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي المططلقي، وهو أبو السيدة جويرية، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، بنت الحارث، قال ابن إسحاق، تزوج رسول الله جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وكانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة، فوقعت لثابت بن قيس بن شماس، فذكر الخبر، ثم قال فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لنداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا محمد، أخذتم ابنتي وهذا فداؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا”? فقال الحارث أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله، وأسلم الحارث، وابنان له، وناس من قومه، ولقد كان عندما دفع خادم عمر البدوي حليفا للخزرج، وهم الذين حاول زعيمهم عبد الله بن أبي بن سلول نشر الاستياء في منزل المسيرة، وقد أحبط النبى صلى الله عليه وسلم، أي قتال من خلال مواصلة المسيرة على الفور، وكان في وقت لاحق ظهرت حادثة الإفك على ألسنة بعض المنافقين وبعض المسلمين ممن صدق الحادثة، لتنزل بعدها سورة النور وفيها براءة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وتم غزو بني المصطلق في اليوم الثامن من شعبان في السنة الخامسه وهناك رأى آخر يقول فى السنه السادسة للهجرة، وكانت ابنة زعيم بني المصطلق.

هى السيدة جويرية بنت الحارث وكانت واحدة من الأسرى، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، في وقت لاحق بعد أن تقبل والدها الإسلام، وأدى ذلك إلى إطلاق سراح جميع الأسرى من قبل المسلمين وقبلت القبيلة بأكملها الإسلام، وتتحدث السيرة النبوية الشريفة عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته إلى وفاته، وقد سطرت صفحاتها العطرة سيرة أعظم خلق الله بأدق التفاصيل، لتكون نبراسا يُهتدى به، ومن جملة ذلك غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها غزوة بني المصطلق، وهي من الغزوات الهامة في حياة المسلمين، حيث كانت ساحة لكيد المنافقين، بإثارة النعرات بين المهاجرين والأنصار، وإثارة الشائعات ضد بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ وقعت فيها حادثة الإفك، واختلف العلماء في ذلك.

وانحصرت أقوالهم فيها في ثلاثة أقوال، فمن قائل إنها في شعبان سنة سته من الهجرة، وقال بذلك ابن إسحاق وخليفة بن خياط، وابن جرير الطبري، ومن قال بأنها في شعبان من العام الرابع للهجرة، مثل المسعودي، وقد ذهبت طائفة إلى أنها كانت في شعبان من السنة الخامسة، ومنهم موسى بن عقبة، وابن سعد، وابن قتيبة، والبلاذري، والذهبي، وابن القيم، وابن حجر العسقلاني، وابن كثير، رحمهم الله تعالى، وقد كانت وفاة الصحابى الجليل سعد بن معاذ في أعقاب غزوة بني قريظة، وغزوة بني قريظة كانت في ذي القعدة من السنة الخامسة على القول الراجح، فيتعين أن تكون غزوة بني المصطلق قبلها، وكان من أهم الأسباب لهذه الغزوة، هو تأييد هذه القبيلة لقريش واشتراكها معها في معركة أحد ضد المسلمين، ضمن كتلة الأحابيش.