فرنسا تتولى رئاسة الإتحاد الأوروبى بتحديات 2022 . بطموحات ماكرون
متابعة /أيمن بحر
تولى رئاسة الإتحاد الأوروربى لمدة ستة أشهر بعد مضى ثلاثة عشر عاماً من الرئاسة الفرنسية السابقة. ويضع برنامج جدول الأعمال ويرغب أن تزيد أوروبا قوتها فى العالم وأن يصبح لأوروبا جيشها الخاص يشار اليه بالحكم الإستراتيجى الذاتى.
رئاسة الإتحاد الأوروبى .. ماكرون يعرض رؤيته لـ أوروبا قوية ومستقلة
المبادئ الثلاثة العظيمة للإتحاد الأوروبى بحاجة لترسيخ جديد يقول ماكرون داعياً لتأسيس نظام جديد للأمن والإستقرار فى أوروبا. الرئيس الفرنسى رفع شعار التحليق والقوة والشراكة فى فترة رئاسة بلاده للإتحاد الأوروبي.
يعتزم الرئيس الفرنسى إيمانيول ماكرون إستغلال رئاسة فرنسا للإتحاد الأوروبى للضغط من أجل أوروبا مستدامة وقوية ومستقلة بحسب ما قال ماكرون أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورغ، يوم الأربعاء (19 يناير/ كانون الثانى 2022.(
وأوضح ماكرون أن المبادئ الثلاثة العظيمة للإتحاد الأوروبى الديمقراطية والتقدم والسلام بحاجة الى ترسيخ جديد مضيفاً أنه لا بد من الدفاع عن حكم القانون كمبدأ فى أنحاء الإتحاد لهذا السبب بالتحديد. وتحدث الرئيس الفرنسى عن المناخ والرقمنة ومسألة الأمن والسلام فى أوروبا بإعتبارها أكبر التحديات التى تواجه التكتل. وأضاف ماكرون أن الإتحاد الأوروبى يحتاج الى العمل ببصيرة لا أن يسمح بإعتماد مستقبله على قرارات تتخذها دول أخرى.
وتولت فرنسا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبى لمدة ستة أشهر فى الأول من كانون الثانى/ يناير، وإختارت شعار رئاستها التحليق والقوة والشراكة.
ودعا ماكرون الأربعاء الأوروبيين الى التحلى بـالجرأة لكى يفرض الإتحاد الأوروبى نفسه قوة مستقبلية تتمتع بالسيادة من أجل عدم الاعتماد على قوى أخرى عالمية. واعتبر أن أوروبا بحاجة الى تأسيس نظام جديد للأمن والإستقرار يستدعى عملية إعادة تسلح إستراتيجية ومحادثات صريحة مع روسيا.
وخلص ماكرون الى القول إنه فى مواجهة الإنقسامات بين الأوروبيين علينا إستعادة وحدة الصف ووضرورة التحلى بالجرأة (…) لدينا القوة للقيام بذلك ولدينا الإمكانيات.
وأضاف أن هذه التطلعات سيتم تأكيدها طوال فترة الرئاسة الدورية الفرنسية للإتحاد الأوروبى رغم أنه لم يشر الى الأثر الذى قد تتركه عليها الإنتخابات الرئاسية المرتقبة فى فرنسا فى 10 و24 نيسان/أبريل.
ولم يعلن ماكرون ترشحه رسمياً بعد لولاية ثانية فيما يتهمه معارضوه بإستخدام الرئاسة الفرنسية لمجلس الإتحاد الاوروبى للقيام بحملته بدون قول ذلك مباشرة.
ومنذ إنتخابه عام 2017 والذى إحتفل به على وقع نشيد الإتحاد الاوروبى يقدم ماكرون نفسه قائداً للموالين لأوروبا فى مواجهة القوميين والشعبويين. وفى خطابه أكد أنه لا العودة الى القومية ولا تفكك هوياتنا سيوفران أجوبة على هذا العالم القادم الذى يتميز بعودة مآسى التاريخ. وتابع أن الأولوية هى الدفاع عن سيادة القانون التى هى كنزنا وإعادة اقناع الشعوب التى إبتعدت عنها فى كل مكان.
وفى ظل خطر تصاعد أزمة أوكرانيا دعا ماكرون الى تأسيس نظام جديد للأمن والإستقرار فى أوروبا مشيراً الى أن أعضاء الإتحاد الأوروبى يجب أن يصيغوا مقترحاً ثم يشاركونه مع الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسى (الناتو) قبل أن يتم تقديمه الى روسيا للتفاوض.
وقال ماكرون الذى يتحدث فى وقت تتنامى فيه المخاوف من حشد روسيا لقواتها على الحدود مع أوكرانيا إن فرنسا والمانيا تريدان مواصلة السعى لحل سياسى للتوتر المتعلق بأوكرانيا فى إطار ما يطلق عليه صيغة نورماندى التى تضم أوكرانيا وروسيا والمانيا وفرنسا.
وشدد ماكرون على أن الحوار مع روسيا ما زال ضرورياً. وأوضح أن سلامة الحدود وحرية إختيار الحلفاء ونبذ إستخدام القوة كانت كلها مبادئ إتفقت عليها أوروبا وروسيا قبل سنوات عديدة. وأنهى الرئيس الفرنسى خطابه بالقول: الدفاع عن هذه المبادئ يقع على عاتقنا نحن -الأوروبيين- وعن الحق الأصيل لسيادة الدول. ومن ناحية أخرى قال ماكرون إن الإتحاد الأوروبى يجب أن يراجع علاقاته مع دول البلقان الغربية وأن يقدم لها فرصا حقيقية للإنضمام اليه. وتابع أن على الإتحاد كذلك إقتراح تحالف جديد مع الدول الأفريقية مشيراً الى أن ذلك سيجرى بحثه بين الإتحاد والدول الأفريقية فى قمة تُعقد فى فبراير/ شباط.