هل تصبح أوكرانيا سببا في اشتعال فتيل الحرب العالمية الثالثة بين أمريكا وحلفائها وروسيا وحليفتها والصين؟

هل تصبح أوكرانيا سببا في

اشتعال فتيل الحرب العالمية

الثالثة بين أمريكا وحلفائها

وروسيا وحليفتها والصين؟

بقلم د . احمد ممدوح

هل تصبح أوكرانيا سببا في

اشتعال فتيل الحرب العالمية

الثالثة بين أمريكا وحلفائها

وروسيا وحليفتها والصين؟

في عالم يسوده الجشع والطمع

والمصالح، وقيام الحروب

العديدة من أجل الحصول علي

المكاسب وثروات البلاد

والتحكم المنفرد من الدول

الكبري من أجل السيطرة علي

العالم، وبعد قيام الحرب بين

أمريكا والاتحاد السوفيتي

وانتصار أمريكا علي الإتحاد

السوفيتي أدي ذالك الي صعود

أمريكا وأصبحت هي القطب

الأوحد في السيطرة علي العالم.

وأدت هزيمة الإتحاد السوفيتي

الي تفككه الي مجموعة دول

ولكن روسيا احتفظت بالارث

الأكبر من الإتحاد، وعملت علي

تقوية نفسها بأحدث الأسلحة حتي صعدت من جديد كقوي

عظمي تنافس أمريكا، ولكن هذا

يهدد امريكا وخاصة بعد

علاقات روسيا القوية مع التنين الصيني الذي أصبح ثاني اقوي

اقتصاد بعد امريكا بجانب

محاولات روسيا ضم أوكرانيا

ثاني أكبر دولة في الإتحاد

السوفيتي محاولة منها

لاستعادة مجد الإتحاد

السوفيتي القديم، ولكن هذا لا

يرضي أمريكا لهذه الأسباب :

١- من أجل نفوذ أكبر في البلاد من أجل الحفاظ على ميزان القوى في المنطقة لصالحهما.

 

٢- تعتبر أوكرانيا منطقة عازلة حاسمة بين روسيا والغرب.

٣- تري أمريكا والاتحاد الأوروبي ان أوكرانيا الأرض التى من خلالها يمكن نقل النموذج الغربى إلى روسيا ومن ورائها القوقاز وآسيا الوسطى، ومن أجل التمهيد الفعلى للسيطرة على الخيرات العظيمة التى تحويها ،حيث توفر مناطق آسيا الوسطى أكثر من ٣٤ % من احتياطى الطاقة العالمية.

  • اما أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا تتمثل في :

١- تشترك أوكرانيا وروسيا في مئات السنين من الروابط الثقافية واللغوية والعائلية، منذ كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق.

٢- تعد أوكرانيا ثاني أقوى جمهورية سوفيتية بعد روسيا. وكانت ذات أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية نتيجة موقعها الجغرافي على البحر الأسود الغني بالمحروقات.

٣- قدرتها الصناعية، يجعل من أوكرانيا دولةَ مهمة جدا تخدم مصالحها.

٤- اوكرانيا تقع بين الشرق والغرب.

٥- من أجل نفوذ أكبر في البلاد من أجل استعادة مجد الإتحاد السوفيتي القديم.

٦- موقعها المتميز حيث تفصل بين روسيا والغرب.

٧- تعتبر الأرض الأوكرانية خط الدفاع الأول بالنسبة لروسيا، وبلدا إستراتيجيا من الناحية العسكرية باعتبارها بلدا عازلا بينهما وبين دول حلف الناتو، واحتلالها شرق أوكرانيا هو تمهيد لخوض أى حرب برية ضد الناتو على الأرض الاوكرانية.

٨- نتيجة عدم وجود منافذ بحرية لروسيا بينما جنوب أوكرانيا يطل على البحر الأسود ومضيق البوسفور، مما جعل روسيا تضع فى مقدمة سياستها الخارجية السيطرة على أوكرانيا.

٩- هناك العديد من السكان الأوكرانيين الناطقين بالروسية الموالين لها، وهو ما يجعل موسكو تعرب دائما عن رفض تام لمد النفوذ الغربى الى أوكرانيا.

ومنذ انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، في عام ١٩٩١، تتنافس كل من روسيا والغرب من أجل الحصول على النفوذ الأكبر في البلاد بغية الحفاظ على ميزان القوى حيث تصمم الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي على إبعاد أوكرانيا عن السيطرة الروسية. وكل الجهود المبذولة لإدخال أوكرانيا في حلف الناتو مستمرة منذ سنوات عديدة ويبدو أنها تسارعت وتيرتها مؤخرًا.

وقد أعلنت روسيا أن مثل هذه الخطوة “خط أحمر”، مع قلق موسكو من العواقب المترتبة على توسع التحالفات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بالقرب منها.

كما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “مخاوفه العميقة” بشأن زيادة القوات الروسية الهائلة بالقرب من الحدود الأوكرانية في لقاء بالفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذ طلب من بايدن “ضمانات” بأن الكتلة العسكرية للناتو لن تتوسع شرقًا.

وتنازع الزعيمان بشأن حشد هائل للقوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، في اجتماع افتراضي، وفقًا للبيت الأبيض. وقال الكرملين إنه لم تحدث انفراجة في المحادثات.

وحذر بايدن بوتين في قمة افتراضية متوترة استمرت ساعتين من رد اقتصادي غربي “قوي” إذا ما شنت القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية الهجوم.

وقبل ذالك شرعت روسيا في عام ٢٠١٤ بالقيام بعمل عسكري في أوكرانيا. وفي ذلك العام، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وقد أعطى غزو شبه جزيرة القرم وضمها اللاحق لروسيا تفوقًا بحريًا في المنطقة. كما أعطى الرئيس فلاديمير بوتن دفعة كبيرة في تقدير الشعبية داخل روسيا. ومع ذلك، فقد تم إدانته على نطاق واسع من قبل القوى العالمية، وأدى إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي عقوبات على موسكو. كما أدى إلى تعزيز الالتزام من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لحماية سلامة حدود أوكرانيا.

وقد ثارت الأزمة الأوكرانية مؤخرا عندما أعلن الجيش الأوكرانى فى الثالث من أبريل ٢٠٢١م، عزمه عقد مناورات عسكرية فى الأشهر المقبلة مع حلف الناتو بمناسبة مرور سبع سنوات على الاحتلال الروسى لشبه جزيرة القرم، وهو ما أثار حفيظة روسيا، وجعل موسكو تحشد عشرات الآلاف من الجنود الروس – نحو ١٧٥ الف جندى – بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وكذلك فى شبه جزيرة القرم. وحذر الرئيس فلاديمير بوتين فى يونيو ونوفمبر الماضيين القادة الغربيين من تجاوز الخطوط الحمراء لأمن روسيا، وتوعد برد أكثر قوة تجاه الناتو اذا استمر فى عدم احترام الخطوط الحمراء الروسية فى اوكرانيا ، مؤكدا رغبته فى تجنب الصراع وداعيا الغرب إلى رد فورى على تلك الضمانات الأمنية التى تعتبرها موسكو خطوطا حمراء وهى:

١- عدم توسع حلف الناتو شرقا تجاه الحدود الروسية، مذكّراً الغربيين بأن الاتحاد السوفيتى هو من صنع أوكرانيا، وأنها جزء من محور النفوذ الروسى ولا يمكن أن تضم قواعد للحلف.

٢- منع إقامة قواعد عسكرية أمريكية جديدة فى دول الاتحاد السوفيتى السابق.

٣- إنهاء الدعم السياسى والعسكرى الذى يقدمه الناتو وواشنطن إلى أوكرانيا ونشر قواتهما بالبحر الأسود ووضع صواريخ على حدودها.

٤- عدم وجود قوات عسكرية وأنظمة قتالية لبعض دول حلف الناتو على الأراضى الأوكرانية، وانهاء كل الأنشطة العسكرية بالقرب من الحدود الروسية. ورغم عقد قمة جنيف بين روسيا والولايات المتحدة فى ١٠ يناير ثم الاجتماع الذى سيعقد مع حلف الناتو والاجتماع فى إطار منظمة التعاون الأمنى الاوروبى لبحث المسودة التى قدمتها موسكو حول الضمانات الأمنية فى ظل هذا التوتر واللهجة التصعيدية بين الجانبين والتهديدات الروسية بأن قواتها على أهبة الاستعداد اذا نفذت الولايات المتحدة ودوّل حلف الناتو تهديداتها بفرض عقوبات اقتصادية ومالية وعسكرية غير مسبوقة عليها فى حال اجتياحها أوكرانيا.

ومع هذا فلقد اعلن وزراء خارجية الدول الـ ٣٠ الأعضاء فى حلف الناتو انهم متحدون فى مواجهة اى عدوان عسكرى روسى على أوكرانيا ، وان الحلف لا يمكنه التنازل عن حق كل دولة ترغب فى الانضمام اليه، وهو يجعل الوضع أكثر اشتعالا. إن روسيا فى وضع أقوى لفرض إستراتيجية الأمن القومى الروسى خاصة مع علمها بأن الخيار العسكرى من جانب الولايات المتحدة وحلف الناتو ليس مطروحا، كما ان هناك تنسيقا روسيا صينيا كبيرا فى المجال الاقتصادى، والولايات المتحدة تدرك أيضا ان العقوبات الاقتصادية على روسيا سيكون لها آثار سلبية جدا على الاقتصاد الأوروبى والدولى.

واخيرا ومع تحرك عدد كبير من القوات الروسية نحو الحدود، تسعى روسيا للحصول على تأكيدات من الولايات المتحدة بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو.

ومع ذلك، أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه غير مستعد لتقديم أي تأكيد من هذا القبيل. وقد ترك هذا البلدين في مواجهة، مع استعداد عشرات الآلاف من القوات الروسية لغزو أوكرانيا في غضون مهلة قصيرة، ولم يتزحزح الغرب عن مطالب روسيا.

ويعتقد العديد من الخبراء أن روسيا تبقي التوترات عالية على الحدود الأوكرانية من أجل تخفيف العقوبات وغيرها من التنازلات من الغرب.

وتبذل جهود دبلوماسية، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون وروس، لتجنب العمل العسكري.

حيث أكدت مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، بأنهم غير متأكدين من نوايا بوتين. وإذا فشلت الجهود الدبلوماسية لوقف الغزو، قال مسؤولو الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي إنهم قد يفرضون عقوبات شديدة على روسيا في حالة العمل العسكري على الحدود الأوكرانية.

ومع ذلك لا تكون العقوبات كافية لمنع اي لعمل عسكري من قبل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوربي ضد روسيا من شأنه أن يعجل بأزمة كبيرة، قد تؤدي الي اندلاع حرب عالمية ثالثة كنتيجة حتمية في حالة انضمام الصين الي روسيا في الحرب ضد أمريكا والاتحاد الأوروبي مما قد يؤدي الي دمار البشرية.