العبادلة في الإسلام ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن العبادلة في الإسلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــروى

العبادلة في الإسلام ” جزء 1″

إن السعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين،هما السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى، إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة فقال الله تعالى فى سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” فقد بينت الآية الكريمة أن من لوازم السعادة في الدنيا هو الإيمان والعمل الصالح، وأما عن السعادة الأخروية، وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا وأعلى مراتب السعادة الأخروية الجنة ورؤية الله تعالى، ولقد بيّن الله سبحانه وتعالى، فى كتابه الكريم فضل الصحابة الكرام، وقد عرفنا سبحانه وتعالى.

أنهم أنصار النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين قل النصير، وأنهم ركنه وسنده حين تخلى القريب، وأنهم حماته حين تسلط العدو، فأثبت الله سبحانه وتعالى، صدقهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، ونصرتهم له، وأثبت الله سبحانه وتعالى، لهم التقوى والفوز والفلاح والثبات، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى، أنهم خير الناس، وكانوا هم المخاطبين بهذه الخيرية، حينما قل عز وجل “كنتم خير أمة أخرجت للناس” فهم أولى الناس بها، ولقد نفى الله سبحانه وتعالى عنهم الكفر واستبعده منهم، ولم يستبعده من أحد غيرهم سوى الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، ولقد علم الله سبحانه وتعالى، ما في قلوبهم من الإيمان واليقين، فأثابهم عليه، ولا يعلم مكنون القلوب إلا هو سبحانه وتعالى، وهناك مئات الآيات فى القرآن الكريم.

في تزكية الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، والقاعدة هى أن كل وصف في القرآن مدح به المؤمنون، فالصحابة أولى به، وكل صفات أثنى الله سبحانه وتعالى على من اتصف بها من المؤمنين فالصحابة هم أول من اتصف بها، وكل فعل مدح الله سبحانه وتعالى، فاعله من هذه الأمة، فالصحابة أول من فعله، فهم أولى بالمدح والثناء ممن بعدهم، وأما عن حديثنا عن العبادلة فهو لقب أطلق على أربعة من الصحابة الكرام، وهم الصحابى عبد الله بن عمر بن الخطاب، والصحابى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، والصحابى عبد الله بن الزبير بن العوام، والصحابى عبد الله بن عمرو بن العاص، وهكذا ذكرهم أهل الحديث وغيرهم من العلماء، وقد قيل للإمام أحمد بن حنبل فابن مسعود؟ قال ليس هو من العبادلة، وقال الحافظ البيهقي

سببه أن ابن مسعود تقدمت وفاته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى علمهم، فإذا اتفقوا على شيء قيل هذا قول العبادلة، أو فعلهم، أو مذهبهم، ولفظ العبادلة يطلق على هؤلاء الأربعة لأنهم من صغار الصحابة وقد جمعوا علما واسعا، وكان مدار العلم والفتيا والرواية عنهم لتأخر وفاتهم، وهم الصحابى الأول عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، وكانت أمه هى السيده لبانة الصغرى بن الحارث، أخت ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين، وأم ميمونة بن الحارث، هى السيده هند بنت عوف أكرم عجوز في العرب أصهارا، فقد صاهرها نفر من أشراف قريش على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعماه حمزة والعباس والوليد بن المغيرة، والصحابى الثانى هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى بن قصي.

وهو يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب وأمه هى السيده أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وجدته هى السيده صفية بنت عبد المطلب وهى عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الشجعان من الصحابة، وهو أحد من ولي الخلافة منهم، ويكنى أبا بكر ثم قيل أبو خبيب وهكذا كني بولده، وأما عن الصحابى الثالث فهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن علي بن كعب بن لؤي، وهو يجتمع مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في كعب بن لؤي، وكانت أمه هى السيده زينب بنت مظعون القرشية من بني جمح، وأما عن الصحابى الرابع فهو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.