ضوابط بناء الأسرة ” جزء 3″ 

الدكرورى يكتب عن ضوابط بناء الأسرة ” جزء 3″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ضوابط بناء الأسرة ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع ضوابط بناء الأسرة، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورا مهما في حياته، فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا، أكرمها أما، فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك” رواه البخاري ومسلم، وكذلك أكرمها بنتا، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة” رواه ابن حبان، وكذلك أكرم الإسلام المرأة زوجة، فعن عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي.

ولقد أعطى الإسلام المرأة حقها من الميراث وغيره، وجعل لها حقا كالرجل في شؤون كثيرة فقال النبى عليه الصلاة والسلام “النساء شقائق الرجال” رواه أبو داود، وإن من هدي الإسلام في بناء الأسرة الأمر بالعشرة بالمعروف، حيث يقول الله تعالى فى سورة النساء ” وعاشروهن بالمعروف” ويقول عز من قائل فى سورة البقرة ” فإمساك بمعروف” وخلاصة العشرة بالمعروف، هو تطييب الأقوال وتحسين الأفعال والهيئات حسب القدرة واستدامة البشر ومداعبة الأهل، وتوسيع النفقة دون إسراف وقيام كل من الزوجين بما يحب أن يقوم له الآخر فيؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي، ونظرا لأن الأسرة في الإسلام هي المسؤولة عن تربية وتنشئة الأطفال الصغار الذين هم مستقبل الإسلام.

نجد أن الإسلام عظم أهمية دور الأسرة في تربية الأجيال الجديدة الذين هم مستقبل البشرية بأكملها، ويساعد وجود الأسرة المسلمة على تربية وتنشئة الأبناء بطريقة سليمة وصحيحة تعود بالنفع على المجتمع بأكمله، وإعطاء كل واحد من الأبناء الدور المناسب له في داخل الأسرة حتى يتعودوا على تحمل المسؤولية بمرور الوقت ويصبحوا في المستقبل من الشخصيات المفيدة بداخل المجتمع، وتعويد الأطفال الصغار على أن كل واحد منهم له دور محدد في داخل أسرته فكل منهم لديه مسئولية خاصة به وعليه واجب يجب أن يؤديه مهما كان سنه ومهما كان إدراكه، وإن من العوامل التي تؤدي إلى نجاح الأسرة في الإسلام هو وجود أب وأم صالحين وسويين نفسيا وكذلك اتباع العقيدة الإسلامية والقواعد الأساسية فيها في تربية الأطفال وتنشئتهم نشأة صحيحة.

يؤدي لوجود جيل من العظماء الذين يكونون فيما بعد مجتمع عظيم لا يقدر عليه أحد، وأيضا تكاتف جميع المؤسسات والهيئات الموجودة بداخل المجتمع من أجل تربية جيل صالح وسوي نفسيا واجتماعيا خالي من أي أمراض نفسية، وأيضا اتباع العقيدة الإسلامية كمنهج ونظام حياة في داخل المجتمع، ولا يقف هدي الإسلام في العشرة بالمعروف عن حدود الأمر واعتبارها من المروءة والدين، بل يرتب عليها من الخيرية والجزاء ما يدعو للعناية بها والاهتمام، ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي مقابل ذلك تقل خيرية من تشتكي منه النساء، وفي الخبر “لقد أطاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم” وفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

وهو القائل “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” فإن بناء الأسرة في الإسلام متين القواعد عميق الجذور، لا ينبغي أن يُهدم كيانه لسبب يسير، حتى ولو شعرت النفس بالكره أحيانا فلربما كان فيما تكره النفوس خيرا، كثيرا، وتأمل هدي القرآن والله تعالى يقول فى سوة النساء ” فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” ويقول القرطبي رحمه الله “فإن كرهتموهن أي لدمامة أو سوء خلق من غير ارتكاب فاحشة أو نشوز، فهذا يندب فيه إلى الاحتمال فعسى أن يؤول الأمر إلى أن يرزق الله منها أولادا صالحين” وقال مكحول سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له” وإن من دور الأسرة وتأثيرها هو تكوين عادات وقيم كل المجتمع.