السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية
كتب/ أيمن بحر
السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية
كان اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسى لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية صدمة إقليمية ودولية خشية أن يتسبب فى تعطيل المفاوضات إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية زعمت أن اختياره قد ينهى الحرب رابطةً بين ذلك وبين طموحاته السياسية.
ووفق مقال كتبه كوبى مايكل، بصحيفة جيروزاليم بوست نشرته الأربعاء، بعنوان اختيار السنوار بدلا عن هنية قد يساعد فى دفع مفاوضات الرهائن وإنهاء الحرب اعتبر أن هنية كان عقبة أمام المفاوضات فيما سيتعامل السنوار مع المفاوضات بشكل أكثر واقعية؛ كونه ما زال داخل غزة.
وعن الحيثيات التي استند إليها الكاتب فى رأيه هذا قال إنه من الصعب تقييم قدرة السنوار على العمل كقائد لحماس وتمثيلها خارجيا إلا أن هنية كان يمثل بالفعل موقفا أكثر صرامة فى المفاوضات مقارنة بالخط الأكثر واقعية الذى يتبناه السنوار.
كما توقع أنه بانتخاب السنوار قد يرغب فى أداء دوره كزعيم للحركة وضمان انتخابه فى انتخابات حركة حماس عام 2025، وهو ما لا يمكنه القيام به إلا بعد الانتهاء من صفقة الرهائن ما يؤدى إلى نهاية الحرب ويضمن أنه يطالب بعدم اغتيال قادة حماس.وتزداد أهمية السنوار فى هذا المنصب؛ لأنه مع كونه أصبح رئيس المكتب السياسي لحماس فهو أيضا القائد فى غزة ومن الممكن أن يعزز موقعه كزعيم ويعزز موقع حماس كبديل لفتح بهدف الاستيلاء على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وفق ترجيح كوبى مايكل.
من ناحية أخرى لفت الكاتب إلى أنه فى البداية توقع الجميع أن يكون خالد مشعل نائب رئيس المكتب السياسى لحماس والمقيم فى الخارج هو خليفة هنية لكن لعوامل إقليمية لم يتم اختياره فى حين فاجأ اختيار السنوار الكثيرين كون هذا يتم خلال الحرب (التى يقود جبهتها في غزة) كما أنه مطارد ومختفٍ.
وأعلنت حماس الثلاثاء تعيين زعيمها في غزة رئيسا لمكتبها السياسى خلفا لإسماعيل هنية الذى تم اغتياله فى طهران 31 يوليو المنتهى.عن مفاجأة اختيار السنوار خلفا لهنية يقول المحلل السياسى الفلسطينى نزار جبر: إنه هو المطلوب رقم 1 فى إسرائيل التى تعتبره المسؤول عما حدث فى 7 أكتوبر واختياره بمثابة صدمة لكل الفلسطينيين وشعرنا بأن المفاوضات انهارت لم يكن لأحد علم بأن هنية هو المعطل لصفقة الرهائن، الجميع كان يقول إن السنوار هو الذى يعطلها.
إلا أن جبر يرى أن ما جاء في مقال جيروزاليم بوست قد يكون بعيدا عن الواقع مبررا ذلك بأن إسرائيل لن تقبل بالسنوار رئيسا لحماس وسياستها على مدار العقود الماضية اغتيال من يهدد أمنها والسنوار خطط لأكبر كارثة فى تاريخ إسرائيل وستلاحقهم طوال تاريخهم.
وعلى هذا يتوقع المحلل الفلسطينى أنه حتى إذا قبلت إسرائيل بالتفاوض مع السنوار، فأعتقد أنها لن تتوصل لاتفاق ينهي الحرب لكنه قد يكون اتفاقا جزئيا ليس أكثر، ولن تتركه إسرائيل يمارس سلطته فى العلن لكن فى عالم السياسة كل شيء وارد.الصحفي الفلسطينى جمال سالم، يشكك بدوره فى صحة المقال وأنه يمكن إجراء مفاوضات بين إسرائيل والسنوار تفضى لإنهاء الحرب لأسباب تتعلق بالسنوار وتل أبيب معا.
ويوضح هذه الأسباب قائلا: الكل غير متفائل باختيار السنوار الجميع يعلم أنه أكثر تشددا من هنية، وإسرائيل قد تتفاوض معه بعض الوقت من أجل الرهائن لكن هل ستسمح له بإدارة القطاع؟
وغير كل ذلك هل ستسمح له بممارسة مهامه كما كانت تسمح لهنية وتعطيه بعضا من حرية الحركة؟ يتساءل سالم.
ويختتم بأنه فى العموم الصحافة الإسرائيلية لا تتحدث من فراغ وقد تكون هناك كواليس لا يعلمها أحد، أو هناك صفقة لإنهاء الحرب وخروج السنوار من غزة والسماح بحكم بديل فيها.ولا يتناسب الرأي القائل بأن اختيار السنوار هدفه تنشيط المفاوضات مع تصريحات بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأنه.
فقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس مساء الثلاثاء إلى تصفية سريعة له وكتب على منصة إكس أن تعيين الإرهابى يحيى السنوار على رأس حماس خلفا لإسماعيل هنية هو سبب إضافى لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة الحقيرة من الخارطة.
بالمثال علق رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هيرتسى هاليفى خلال زيارة لقاعدة جوية على تعيين السنوار: هذا الأمر بالنسبة إلينا يمثل حافزا إضافيا للعثور عليه متوعدا بتصفيته.
ويُنظر إلى السنوار البالغ 61 عاما على أنه الرئيس الفعلى لحماس وصاحب الكلمة العليا فى قرار الحرب والتفاوض لكنه لم يُشاهد منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في أكتوبر 2023.
وأمضى 23 عاما فى السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه فى 2011 ثم انتخابه رئيسا للحركة فى غزة عام 2017.