السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 3″

الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد، وفاطمة هي أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك اختلاف في تاريخ ولادتها، يذهب أهل السنة والجماعة قبل البعثة النبوية بخمس سنين وقريش تبني البيت يوم حكم والدها النبي صلى الله عليه وسلم في النزاع حول الحجر الأسود في مكانه، بينما ذهب ابن عبد البر والحاكم إلى أنها ولدت وعمر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وأربعون عاما أي بعد سنة من البعثة النبوية، وذهب أكثر الشيعة إلى أن السيدة فاطمة الزهراء ولدت بعد البعثة النبوية بخمسة أعوام في أول شهر جمادى، وإن مما قيل فى حياة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها الزوجة الأثيرة هو درسا للآباء والأمهات والبنات وللأمة كلها كيف يكون الزواج، وكيف يكون المهر، وكيف تكون الحياة، وكيف يكون تدبير الأمور.

ونحن اليوم نعاني ما نعاني من هذه المشكلات التي أورثت خللا في المجتمعات، والتي ساعدت على شيوع المعاصي وكثرة السيئات، وقللت من الحصانة والعفة وغير ذلك مما نعلمه، فأما خطبتها فقد كانت على ما رواه ابن سعد في الطبقات بتدرج وببيان لمكانها ومقامها رضي الله عنها، فقد روي أن أبا بكر الصديق خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “يا أبا بكر انتظر بها القضاء” وخطبها عمر بن الخطاب فقال له “انتظر بها القضاء” ثم قال بعضهم للإمام علي بن أبى طالب اخطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعد أبي بكر وعمر ؟ فذكروا له قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطبها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم إياها، وقيل أن السيدة فاطمة الزهراء منذ طفولتها، كانت ترعى أباها رعاية متميزة كرعاية الأم لولدها.

وكانت تضمّد جراح أبيها بعد الغزوات أو عند تعرض الكفار للنبي حيث كانوا يصيبونه بجروح، فكانت له بمثابة الأم الرحيمة والعطوفة التي تغدق عليه حنانها ومحبتها، بل كانت له أكثر حنانا وعطفا وشفقة من الأم، ولعله صلى الله عليه وسلم أراد بتكنيته لها بهذه الكنية وهى أم أبيها بأن يظهر تقديره وحبه وحنانه تجاهها بإظهار المحبة لها على مستوى محبته لأمه آمنة بنت وهب ليعرف الجميع بأن ابنته الزهراء هي موضع دلاله وتقديره وحبه وحنانه على هذا المستوى الرفيع، وقد نقل التبريزي الأنصاري إن الأمر في هذه التكنية إنما هي محض إظهار المحبة، فإن الإنسان إذا أحب ولده أو غيره وأراد أن يظهر في حقّه غاية المحبة قال يا أمّاه، في خطاب المؤنث، ويا أباه في خطاب المذكر، تنزيلا لهما بمنزلة الأم والأب في المحبة والحرمة على ما هو معروف في العرف والعادة.

ولننظر إلى زوج السيدة فاطمة الزهراء فهو فارس الفرسان، وأول المسلمين من الفتيان، وربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب الفارس المغوار الشجاع البطل الهمام الكمي رضي الله عنه وأرضاه، فقد قال أبو رافع “أول من أسلم من الرجال علي ، وأول من أسلم من النساء خديجة” رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي” فقد قال الذهبي رحمه الله في مقدمة ترجمة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، أنها سيدة نساء العالمين في زمانها، والبضعة النبوية، والجهة المصطفوية، وبنت سيد الخلق رسول الله أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشية الهاشمية، أم الحسنين رضي الله عنها وأرضاها.

وقد ولدت رضي الله عنها كما ذكر ابن سعد في الطبقات، وقريش تبني البيت، وذلك قبل نبوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب، والذي تسكن إليه النفس على ما تواترت به الأخبار في ترتيب بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقال ابن حجر في الإصابة، ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنبي ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائني، وقال ابن حجر وهي أسن من عائشة بخمس سنين، وأما الزهراء فهو وصف لم يذكر في شيء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ذكر في تراجمها غلبة لهذا المعنى الذي هي أشبه به رضي الله عنها، قال صاحب التاج، والزهراء المرأة المشرقة الوجه، والبيضاء المستنيرة المشربة بحمرة.