كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

لقد حير الجميع و لطالما أثارت الهواتف الذكية الشكوك حول مدى قدرتها على الاستماع إلى محادثاتنا الخاصة لتوجيه الإعلانات المستهدفة إلينا، تخيل أنك تتحدث مع صديق عن رغبتك في شراء سيارة جديدة، وفجأة تجد إعلانًا عن أحدث طراز للسيارات يظهر على هاتفك! هذه التجارب أثارت تساؤلات حول مدى تورط شركات التكنولوجيا في “التنصت” على محادثاتنا الخاصة.

كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

و اليوم، وبعد سنوات من هذه الشكوك، جاء تسريب جديد – حسبما نشرت newsweek- ليكشف عن حقائق قد تجعل تلك المخاوف أكثر واقعية مما كنا نتخيل. التسريب الذي حصلت عليه 404 Media هو عبارة عن عرض تقديمي لشركة CMG Local Solutions، وهي شركة تابعة لمجموعة كوكس ميديا (CMG)، والذي يصف تقنية جديدة تُعرف باسم “الاستماع النشط”.

كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

ماذا يعني “الاستماع النشط”؟

تستخدم تقنية “الاستماع النشط” الذكاء الاصطناعي لدمج البيانات الصوتية التي يتم جمعها من المستخدمين مع بياناتهم السلوكية على الإنترنت، هذا المزيج يمكن المعلنين من تقديم إعلانات مستهدفة بدقة غير مسبوقة أو بعبارة أخرى، يمكن للتكنولوجيا الجديدة الاستماع إلى ما تقوله وتحليل سلوكك عبر الإنترنت، ثم تقديم إعلان لك عندما تكون على وشك اتخاذ قرار شراء.

كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

لكن ما زاد من جدية الأمر هو أن التسريب كشف أن هذه التقنية ليست مجرد فكرة نظرية، بل تمت تجربتها فعليًا. “المعلنين يمكنهم دمج بيانات الصوت مع البيانات السلوكية لاستهداف المستهلكين المهتمين بالشراء”، هذا ما جاء في العرض التقديمي المسرب.

كيف تستخدم الشركات بيانات صوتك لتستهدف إعلاناتها..نكشف المستور..

ردود الفعل الرسمية

عند مواجهة هذه الادعاءات، صرح متحدث باسم CMG لموقع “نيوزويك” أن “الشركة لم تستمع أبدًا إلى أي محادثات ولم يكن لديها وصول إلى أي شيء بخلاف مجموعات البيانات المجمعّة والمجهولة والمشفرة تمامًا، والتي يمكن استخدامها لوضع الإعلانات”. كما أوضح المتحدث أن المستند المسرب يمثل مواد قديمة لم تعد الشركة تبيعها، مضيفًا أن المنتج لم يكن يستمع إلى العملاء، وتم إيقافه لتجنب سوء الفهم.

 

من جانبها، نفت شركة أمازون أي تعاون مع CMG في هذا البرنامج وأكدت عدم وجود خطط للقيام بذلك في المستقبل. كما قامت جوجل بإزالة مجموعة كوكس ميديا من برنامج شركاء جوجل كجزء من مراجعتها الداخلية للبرنامج.

 

البيانات الصوتية: كيف يتم جمعها؟

غالبًا ما تأتي البيانات الصوتية التي تجمعها CMG من تطبيقات الهواتف الذكية التي تطلب من المستخدمين الموافقة على شروط وأحكام طويلة ومعقدة، والتي يتخطى معظمنا قراءتها ويوافق عليها دون تمعن. أظهرت الدراسات أن 91% من الأشخاص يوافقون على هذه الشروط دون قراءتها، وتزداد هذه النسبة إلى 97% بين الفئة العمرية 18-24 عامًا.

 

لكن ماذا يعني ذلك للمستخدم العادي؟ يعني أن تطبيقاتك قد تحصل على إذن للوصول إلى الميكروفون والاستماع إلى محادثاتك حتى دون أن تدرك ذلك. بحسب لويس كورونز، الباحث ومبشر أمان نورتون، فإن “أي تطبيق يرغب في تنفيذ الاستماع النشط يحتاج إلى إذن للوصول إلى الميكروفون. سواء على أجهزة أندرويد أو iOS، يتم طلب هذا الإذن عند تثبيت التطبيق أو تحديثه”.

 

كيف يمكنك حماية خصوصيتك؟

لحماية خصوصيتك من الاستماع غير المرغوب فيه، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها. أولاً، تحقق من أذونات التطبيقات بانتظام للتأكد من أن أي تطبيق لا يحصل على أذونات غير ضرورية. كما يمكنك مراقبة استخدام الميكروفون في الوقت الحقيقي؛ فأنظمة iOS تظهر نقطة برتقالية أو خضراء في شريط الحالة عند استخدام الميكروفون أو الكاميرا، بينما توفر أجهزة أندرويد أيضًا مؤشرات مرئية عندما يتم الوصول إلى الميكروفون.

 

وأخيرًا، إذا كنت تستخدم مساعدات صوتية مثل سيري أو أليكسا، احرص على تقليل الأذونات إلى الحد الأدنى. قم بتعيينها لتعمل فقط عند استخدام كلمة التنبيه وقم بتعطيل الاستماع عندما يكون الجهاز مقفلاً. بهذه الطريقة، يمكنك الاستفادة من المساعدات الصوتية دون التضحية بخصوصيتك.

 

قد يكون هاتفك قادرًا على الاستماع إلى محادثاتك، ولكن هذا لا يعني أن الأمر خارج عن سيطرتك. بمراجعة أذونات التطبيقات واتخاذ الاحتياطات المناسبة، يمكنك حماية نفسك من الاستماع النشط والإعلانات المستهدفة التي قد تنتهك خصوصيتك. في نهاية المطاف، يبقى الوعي هو سلاحك الأول في معركة الحفاظ على خصوصيتك في هذا العالم الرقمي المتزايد التعقيد.