حكيم بن جبلة العبدى ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن حكيم بن جبلة العبدى ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

ونكمل الجزؤ الثانى مع حكيم بن جبلة العبدى، فكان حكيم بن جبلة يرافق هذه الجيوش، ويجازف في بعض حملات الخطر، وقد استعملته جيوش أمير المؤمنين عثمان في إحدى هذه المهمات عند محاولتها استكشاف الهند، وكان حكيم بن جبله هو أحد المنتفضين ضد السيدة عائشة رضى الله عنها، حين جائت إلى البصرة، حيث هب ومعه جمع من سبعمائة فارس، وقد هاجر مع قومه إلى البصرة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان من جملة الثائرين على الخليفة عثمان بن عفان وقتلته، وذلك بعد أن وضعه عثمان تحت الإقامة الجبرية في البصرة ومنعه من مغادرتها ولم تكن له رواية عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قتل حكيم بن جبله في الأحداث التي سبقت موقعة الجمل.

 

وقد قال أبو مخنف أنه لما بلغ حكيم بن جبلة ما صنع القوم يعنى الزبير وطلحة وأصحابهما بعثمان بن حنيف خرج في ثلاثمائة من عبد القيس مخالفا لهم ومنابذا فخرجوا إليه وحملوا السيدة عائشة رضى الله عنها، على جمل فسمى ذلك اليوم يوم الجمل الأصغر، ويوم الإمام على بن أبى طالب عليه السلام، يوم الجمل الأكبر وتجالد الفريقان بالسيوف فشد رجل من الأزد من عسكر السيدة عائشة رضى الله عنها، على حكيم بن جبلة فضرب رجله فقطعها ووقع الأزدي عن فرسه فجاء حكيم فاخذ رجله فرمى بها الأزدي فصرعه ثم دب إليه فقتله متكئا عليه خانقا له حتى زهقت نفسه فمر بحكيم انسان وهو يجود بنفسه فقال من ضربك قال وسادتي فنظر فإذا الأزدي تحته.

 

وكان حكيم شجاعا مذكورا قال وقتل مع حكيم أخوة له ثلاثة وقتل أصحابه كلهم وهم ثلاثمائة من عبد القيس والقليل من بكر بن وائل، وكان عندما أقبل حكيم بن جبلة العبدي وهو على الخيل، فأنشب القتال، وأشرع أصحاب عائشة رماحهم وأمسكوا ليمسك حكيم وأصحابه، فلم ينته وقاتلهم وأصحاب السيدة عائشة رضى الله عنها كافون يدفعون عن أنفسهم وحكيم يذمر خيله ويركبهم بها، فاقتتلوا على فم السكة، وأمرت السيدة عائشة أصحابها فتيامنوا إلى مقبرة بني مازن وحجز الليل بينهم، ورجع عثمان إلى القصر، وأتى أصحاب السيدة عائشة إلى ناحية دار الرزق وباتوا يتأهبون وبات الناس يأتونهم واجتمعوا بساحة دار الرزق، فغاداهم حكيم بن جبلة وهو يسب وبيده الرمح.

 

فقال له رجل من عبد القيس من هذا الذي تسبه؟ قال عائشة، فقال له يا ابن الخبيثة الأم المؤمنين تقول هذا؟ فطعنه حكيم فقتله، ثم مر بامرأة وهو يسبها أيضا، فقالت له ألأم المؤمنين تقول هذا يا ابن الخبيثة؟ فطعنها فقتلها، ثم سار فاقتتلوا بدار الرزق قتالا شديدا إلى أن زال النهار وكثر القتل في أصحاب عثمان بن حنيف وكثر الجراح في الفريقين، فلما عضتهم الحرب تنادوا إلى الصلح وتوادعوا، فكتبوا بينهم كتابا على أن يبعثوا رسولا إلى المدينة يسأل أهلها، فإن كان طلحة والزبير أكرها خرج عثمان ابن حنيف عن البصرة وأخلاها لهما، وإن لم يكونا أكرها خرج طلحة والزبير، وكتبوا بينهم كتابا بذلك، وسار كعب بن سور إلى أهل المدينة يسألهم، فلما قدمها اجتمع الناس إليه، وكان يوم جمعة.