الدكرورى يكتب عن حكيم بن جبلة العبدى ” جزء 5″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
ونكمل الجزؤ الخامس مع حكيم بن جبلة العبدى، وعن سيف بن عمر التميمي وهو أعرف المؤرخين بتاريخ العراق على ما نقله عنه الطبري أن حكيم بن جبلة كان إذا قفلت الجيوش خنس عنهم فسعى في أرض فارس فيغير على أهل الذمة ويتنكر لهم ويفسد في الأرض ويصيب ما شاء ثم يرجع، فشكاه أهل الذمة وأهل القبلة إلى عثمان، فكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر أن احبسه ومن كان مثله فلا يخرجن من البصرة حتى تأنسوا منه رشدا، فحبسه أي منعه من مبارحة البصرة، فلما قدم عبد الله بن سبأ البصرة نزل على حكيم بن جبلة، واجتمع إليه نفر، فنفث فيهم سمومه، فأخرج ابن عامر عبد الله بن سبأ من البصرة.
فأتى الكوفة فأخرج منها، ومن هناك رحل ابن سبأ إلى الفسطاط ولبث فيه وجعل يكاتبهم ويكاتبونه ويختلف الرجال بينهم، وذكر الطبري أن السبأية لما قرروا الزحف من الأمصار على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كان عدد من خرج منهم من البصرة كعدد من خرج من مصر، وهم مقسمون كذلك إلى أربع فرق، والأمير على إحدى هذه الفرق هو حكيم بن جبلة، ونزلوا في المدينة في مكان يسمى ذا خشب، ولما حصبوا أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وهو يخطب على المنبر النبوي الشريف كان حكيم بن جبلة واحدا منهم، وقيل أنه لما رحل الثوار عن المدينة في المرة الأولى بعد مناقشتهم لعثمان وسماعهم دفاعه واقتناعهم.
تخلف في المدينة الأشتر وحكيم بن جبلة وفي ذلك شبهة قوية بأن لهما دخلا في افتعال الكتاب المزور على أمير المؤمنين، ولما جاءت عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة وأوشكوا أن يتفاهموا مع أمير المؤمنين علي بن أبى طالب، على رد الأمور إلى نصابها كان حكيم بن جبلة هو الذي أنشب القتال لئلا يتم التفاهم والاتفاق وقد ارتكب دناءة قتل امرأة من قومه سمعته يشتم أم المؤمنين السيدة عائشة فقالت له يا ابن الخبيثة أنت أولى بذلك، فطعنها فقتلها، وحينئذ تخلى قومه عن نصرته إلا الأغمار منهم، وما زال يقاتل حتى قطعت رجله ، ثم قتل وقتل معه كل من كان في الواقعة من البغاة على عثمان، ونادى منادى الزبير وطلحة بالبصرة.
ألا من كان في الواقعة من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا بهم، فجئ بهم كما يجئ بالكلاب فقتلوا، فما أفلت إلا حرقوص بن زهير السعدي من بني تميم، وقد روى عامر بن حفص عن أشياخه قال ضرب عنق حكيم، رجل من الحدان يقال له ضخيم فمال رأسه فتعلق بجلده فصار وجهه في قفاه، وكان ذلك في شهر ربيع الآخر لخمس ليالى بقين منه من سنة سته وثلاثين من الهجرة قد وقعت معركة الجمل الأصغر في الزابوقة، قبل مجيء الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، إلى البصرة، بين جيش السيدة عائشة وطلحة والزبير وأتباعهما، وأتباع الإمام علي رضى الله عنه، وهم سبعمائة رجل من أهل البصرة.
وكلهم من عبد القيس، يقودهم حكيم بن جبلة العبدى، وقد انتهت المعركة بمقتل حكيم و أصحابه، وقد هدأ مقتله الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، إذ روي أنه لما انتهى أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، إلى الآساد، وتلقى خبر حكيم بن جبلة، فقال الله أكبر، وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى ” ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ” وقيل أيضا أنه لما بلغ أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، وهو بالربذة خبر طلحة والزبير وقتلهما حكيم بن جبلة، ورجالا من الشيعة وضربهما عثمان بن حنيف، وقتلهما السيابجة، قام على الغرائر، فقال…؟؟؟