سعد بن الربيع الأنصاري ” جزء 4″

الدكرورى يكتب عن سعد بن الربيع الأنصاري ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع سعد بن الربيع الأنصاري، وقد جمع أبي بن كعب القرآن، وعرضه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حياته، وكان أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعد جريحا في آخر رمق، فقال يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟ فقال سعد فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، السلام، وقل له إن سعدا يقول جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم إن سعدا يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف.

 

فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم “رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًا وميتا ” ودُفن هو وخارجة بن زيد بن أبي زهير في قبر واحد، وخارجة بن زيد بن أبي زهير، هو صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وكما شهد غزوة بدر، وقُتل في غزوة أحد، وقد أسلم خارجة بن زيد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، وشهد بيعة العقبة الثانية في مكة، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أبي بكر الصديق الذي زوّجه خارجة ابنته حبيبة التي أنجبت لأبي بكر الصديق رضى الله عنه، ابنته أم كلثوم، وقد شهد خارجة بن زيد غزوة بدر.

 

ثم شارك في يوم أحد، وأصيب برمح، ومرّ به صفوان بن أمية بن خلف، فعرفه فأجهز عليه ومثل به قائلا هذا كان ممن أغرى بأبي علي يوم بدر، الآن شفيت نفسي حيث قتلت الأماثل من أصحاب محمد، ودفن خارجة مع سعد بن الربيع في قبر واحد، وقد قيل أنه نزلت هذه الآية فى سورة النساء ” الرجال قوامون على النساء” في سعد بن الربيع، وكان من النقباء, وفي امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير، وقال الكلبي امرأته حبيبة بنت محمد بن مسلمة، وذلك أنها نشزت عليه فلطمها، فانطلق أبوها معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أفرشته كريمتي فلطمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “لتقتص من زوجها” فانصرفت مع أبيها لتقتص منه، فجاء جبريل عليه السلام.

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ارجعوا هذا، جبريل أتاني بشيء” فأنزل الله هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أردنا أمرا وأراد الله أمرا، والذي أراد الله خير” ورُفع القصاص، وقد روى جابر بن عبد الله رضى الله عنه، أن امرأة سعد بن الربيع جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم بابنتيها من سعد، فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاتان بنتا سعد، قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا، وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا، ولا تنكحان إلا ولهما مال، فقال صلى الله عليه وسلم “يقضي الله في ذلك” فأنزل الله تعالى آيات في سورة النساء ” فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك” فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال ” أعط ابنتي سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك”

 

فيقول جابر فتعلمنا أنه قضى صلى الله عليه وسلم للبنتين بالثلثين فرضا، وذلك لتعددهن وعدم وجود معصب، وأنه صلى الله عليه وسلم، قد قضى للزوجة الثمن فرضا، وذلك لوجود الفرع الوارث وهما البنتين، وهذا لقول الله تعالى فى سورة النساء “فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم” وقد استشهد سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه، في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، وقيل أنه ذهب بعض أهل يثرب يستنصرون قريشا على بعضهم فأبت قريش نصرتهم لبعد ديار يثرب عن ديار مكة، فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر فأتى إليهم وعرض عليهم، قال أفلا اعرض عليكم خيراً من ذلك؟ قالوا وما ذاك؟ فعرض عليهم عبادة الله الواحد الأحد ووعدهم بأن هذا الدين يجمع الكلمة ويوحد العرب ويكف عنهم الحرب والدم، فقبلوا وأسلموا.