الدكرورى يكتب عن سلمه بن عمرو بن الأكوع “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا صحابى جليل كان مثلا فى التضحيه والفداء وقد ضرب لنا أروع الأمثله فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي، وكان يكنى أبا مسلم، وقيل هو أبو إياس، وقيل أبو عامر، وكان الأكثر هو أبو إياس، وهو أحد الصحابة الكرام الذين بايعوا النبى صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فهو من أهل الرضوان الذين رضى الله تعالى عنهم، وكان من فرسان الصحابة ومن علمائهم، وكان يفتي بالمدينة وله مشاهد معروفة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.
وقد توفي بالمدينة المنوره وقد جاوز السبعين من عمره، ففي زمن غياب القدوة الحسنة وتشبّه الفتيان والفتيات بل حتى الكبار في هذا العصر بالغرب وغيرهم، فقد تبرز أهمية التبصير بسيرة أسلافنا العظام الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء والفداء والتضحية في سبيل إعلاء كلمة التوحيد وانتشار الإسلام، وكان هناك من الغزوات مثل غزوة ذي قَرد أو غزوة الغابة، وهى وقعت في السنة السادسة من الهجرة وتجلت فيها روح الفداء والوفاء، وبرز فيها الشعور بالمسئولية من بطل من أبطال المسلمين، وصاحب من أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إنه سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه، فهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وتعلم منه حتى أصبح من الصحابة الذين تنقل عنهم الفتوى في مدينة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسلمة بن الأكوع هو صحابي جليل قد شهد أيضا معركة مؤتة، وهو من أهل بيعة الرضوان، وكان من أبرز قواة المشاة، وبذلك قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة ذي قرد، ” خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة “ وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية، وقبل خيبر، وقد ذكر البخاري أنها كانت قبل خيبر بثلاث، وروي ذلك مسلم مسندا من حديث سلمة ابن الأكوع، وذكر الجمهور من أهل المغازي أنها كانت قبل الحديبية، وما في الصحيح أصح مما ذكره أهل المغازي، وعن سلمة بن الأكوع بطل هذه الغزوة أنه قال.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع غلامه رباح، وأنا معه بفرس أبي طلحة، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على الظهر، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، فقلت يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه أبا طلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمت على أكمة، واستتقبلت المدينة، فناديت ثلاثا، يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز، أقول، خُذها، أنا ابن الأكـوع واليـوم يـوم الرضع فو الله ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلى فارس جلست في أصل الشجر، ثم رميته فتعفرت به، حتى إذا دخلوا في تضايق الجبل علوته، فجعلت أرديهم بالحجارة، فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله تعالى، من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا خلفته وراء ظهري.
وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحا يستخفون، ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة، يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى أتوا متضايقا من ثَنيّة، فجلسوا يتغدون، وجلست على رأس قَرن، فصعد إلى منهم أربعة في الجبل، قلت: هل تعرفونني؟ أنا سلمة بن الأكوع، لا أطلب رجلاً منكم إلا أدركته، ولا يطلبني فيدركني، فرجعوا، فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر، فإذا أولهم أخرم، وعلى أثره أبو قتادة، وعلى أثره المقداد بن الأسود، فالتقي عبد الرحمن وأخرم، فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله.