الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، فقد تأمل بعض العلماء هذا الموقف حيث صعود النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أعلى الجبل فهو يرى ما أمامه وما خلفه بحكم موضعه في أعلى الجبل، وقريش عندما اجتمعت أمام الجبل، فكانوا لا يرون ما رواء الجبل بحكم موضعهم، فلما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهم يصدقون قوله إن أعلمهم أن وراء الجبل عدوا، قالوا نعم، فقال فإني رسول الله وقد أطلعني ربي على ما هو غيب بالنسبة لكم، فكان وقوفه صلى الله عليه وسلم هو عملية توضيحية لأمر الرسول والرسالة، وإن من مهام الرسل الكرام هو الإجابة على الأسئلة الثلاثة التي ضلت البشرية يوم أن وضعت لها الإجابات البشرية القاصرة، وهي كيف جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين المصير؟ وقد جاءت إجابة الرسل الكرام عن الله تعالى.
وهو أن مصدر الخلق هو الله عز وجل فهو القائل سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة ق ” ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ” وأن الأمر بدأ بخلق آدم عليه السلام، وأسجد الله تعالى له الملائكة في حفل عظيم، فأي تكريم للإنسان من الله سبحانه، فقال تعالى فى سورة البقرة ” وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ” ثم قال تعالى ” وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم ” ولماذا جئنا؟ وقد جاءت إجابة الرسل الكرام عن الله تعالى، أن غاية الوجود إنما هي العبادة لله الواحد القهار قال تعالى فى سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” وإلى أين المصير؟ فقد جاءت الرسل الكرام بإجابة عن الله تعالى أن المصير إلى الله وحده، حيث يجازى المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته فهو القائل سبحانه وتعالى.
فى سورة النجم ” وأن إلى ربك المنتهى ” وقال تعالى فى سورة الزلزلة ” فمن يعمل مثقال ذرة خير يره، ومن يعمل مثقال ذرة شر يره” وإن من مهام الرسل الكرام هو إعطاء الصورة العملية التطبيقية للمنهج، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الممتحنة ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان خلق نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم القرآن” رواه مسلم، وفي ذلك إعلام بأن المنهج المنزل من عند الله عز وجل في طاقة البشر، وفي قدرتهم التعامل معه، والالتزام به، وتطبيقه في أنفسهم وفي واقع حياتهم، وكيف لا، ورسل الله وأنبياؤه هم من البشر؟ فقال الله تعالى فى سورة الكهف ” قل إنما أنا بشر مثلكم ”
وقال تعالى أيضا فى سورة النحل ” وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” وما عندهم من أحاسيس ومشاعر وطاقات كلها بشرية فقال تعالى فى سورة طه > طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” وقال تعالى فى سورة الكهف ” فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ” وقال تعالى فى سورة المائدة ” يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر ” وفي غزوة أحد شج رأسه صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه، صلى الله عليه وسلم، ومنهم من قتل فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” فريقا كذبتم وفريقا تقتلون” وأما عن الفرق بين رسول الله وسائر الأنبياء والرسل، فاعلم أن الأنبياء والرسل كلهم صادقون مرسلون من عند الله عز وجل، والمؤمنون يؤمنون بأن الله.
واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل الكرام والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، ولا يفرقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون راشدون، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله تعالى، حتى نسخ الجميع بشرع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد قال تعالى فى سورة البقرة ” كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله “فلا فرق بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأنبياء والمرسلين الكرام من قبله في صدقهم ورسالتهم وبعثهم، وإنما الفرق من ثلاثة وجوه هي أدلة ختم النبوة والرسالة، فلا نبوة بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا رسالة، وإن أول فرق هو أن الله سبحانه وتعالى، أرسل الأنبياء والرسل إلى أمم خاصة.