نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 4″

الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، أما رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أرسل إلى العالمين، فقال الله تعالى فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” فلا نبي أو رسول بعده، ولقد تعرضت الكتب السابقة إلى التحريف والتبديل، وأما القرآن الكريم فقد تولى الله تعالى حفظه بنفسه، فقالت عالى فى سورة الحجر ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” فلا حاجة لمجيء كتاب جديد، وكانت الكتب السابقة تعالج جوانب محدودة في حياة الناس العملية أو الأخلاقية فقط، أما الكتاب الذي جاء به رسول الله الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ففيه المعالجة الكاملة لحياة الناس في شتى الجوانب، فقال الله تعالى فى سورة الأنعام ” ما فرطنا فى الكتاب من شئ ” فلا حجة لمن يأتي بمنهج يعالج فيه أمرا قد استكمل بيانه في الإسلام.

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي” رواه أحمد، وإن البشرية مدعوة للإيمان به، فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ” ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” لا يسمع بى يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا حرم الله عليه الجنة” رواه أحمد ومسلم، فالأنبياء والرسل الكرام جاءوا لهداية البشرية في أطوارها المختلفة، والكل يكمل بعضهم بعضا في تلبية حاجة العقل البشري بمراحله، حتى انتهى الأمر ببعثة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جمع الكمالات الإنسانية، والمنهج الكامل المحفوظ، والذي ينبغي أن تدركه أن الرسل والأنبياء المذكورين في كتاب الله خمسة وعشرون نبيا ورسولا.

علما بأن الله سبحانه وتعالى، قد ابتعث مائة وأربعة وعشرين ألفا فلماذا أخفيت أسماؤهم؟ فقال العلماء حتى تتربى الأمة على الإخلاص، فليست العبرة بذكر الأسماء، وإنما بقبول العمل، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة يس ” وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ” وقال تعالى فى سورة الكهف ” إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ” ومن هم؟ لا ندري ما هي أسماؤهم؟ وإن إخفاء أسمائهم فيه عزاء لكل مجاهد مجهول يمضي لا يلتفت له الناس، بل قد يتعرض للعنت والاضطهاد والقتل، فله في رسل الله وأنبيائه عزاء، وفيه توجيه للهمم إلى الاقتداء بالأعمال، لا التنقيب عن الأسماء والمسميات التي لا طائل تحتها ولا نفع، ولو علم الله في الأمر خيرا لأخبرنا به، وإن الله تعالى يؤيد رسله بالمعجزات، وهي الأمر الخارق للعادة.

الذي يجريه الله سبحانه وتعالى على يدي نبي مرسل ليقيم الدليل القاطع على صدق نبوته، فهذا إبراهيم الخليل كانت معجزته بأن كانت النار بردا وسلاما عليه، فيقول الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الأنبياء ” قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين، قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ” وهذا نبى الله عيسى عليه السلام وقد شاع في زمنه الطب، فكانت معجزته في الإبراء والشفاء بأمر الله تعالى، بل وإحياء الموتى بإذن الله فقال تعالى فى سورة آل عمران ” وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ” وهذا نبى الله موسى عليه السلام وقد شاع في زمنه السحر، فكانت آية العصا معجزة له في انقلابها إلى حية تسعى فقال تعالى فى سورة طه ” فألقاها فغذا هى حية تسعى ” وإن المتأمل في معجزات الأنبياء والرسل الكرام يجد أنها كانت حسيّة وقتية.

لا يعلم بها إلا من رآها وعاصرها، وأما معجزة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت عقلية دائمة، وهي القرآن العظيم، وما فيه من إعجاز في اللغة والأحكام والحقائق العلمية والتاريخية والنفسية والجغرافية والحسابية، وغير ذلك كثير، فلا تنقضي عجائبه، وكلما ازدادت البشرية علما ازدادت علما بجهلها وإدراكها للسبق العظيم الدال على عظيم كتاب الله سبحانه وتعالى، وكيف لا، ومصدره اللطيف الخبير سبحانه وتعالى وهذا إلى جانب المعجزات الحسية للنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة، وإن أسماء السور القرآنية في القرآن الكريم تختلف بين سورة وأخرى، وهذا الاختلاف يكون نتيجةَ الغرض المراد من كل سورة فبعض السور تحمل أسماء قصص أوردتها وتحدثت عنها كسورة البقرة، وبعض السور أيضا تحمل أسماء كلمات مميزة فيها.