الدكرورى يكتب عن راحيل أم يوسف عليه السلام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع راحيل أم يوسف عليه السلام، ونبى الله يوسف عليه السلام كان أحب أبناء النبى يعقوب إليه، لأنه كان يرى فيه علامات النبوة والنجابة، وعانى كثيرا لفقده كما وردت قصته في القرآن الكريم في سورة يوسف، كما أن الكثير من المؤرخين يقولون إن جميع أبناء النبى يعقوب ولدوا في العراق باستثناء بنيامين الذي ولد في فلسطين، وكانت أيضا من زوجات النبى يعقوب عليه السلام هى السيدة بيلها أو بلها، وقد أنجبت له دان ونفتالي، وكانت أيضا من زوجات النبى يعقوب عليه السلام هى السيدة زيلفا أو زيلفي، وقد أنجبت له جاد وعشير، وقد ورث نبى الله يعقوب عليه السلام عن والده نبى الله إسحاق عليه السلام النبوة والعلم، وكان هذا سببا في تميزه، فشبت الغيرة والحقد في قلب أخيه عيسو منه.
فخافت أمه عليه من هذا الحقد فطلبت منه أن يرتحل إلى خاله في العراق وهو لابان كي يقيم عنده، وكان لخاله لابان ابنتان الكبرى اسمها ليئة، والصغرى اسمها راحيل، فخطب نبى الله يعقوب عليه السلام راحيل من خاله، والتي كانت تتميز بجمال أخاذ وساحر، ووافق خاله على هذه الخطبة مقابل أن يخدم يعقوب عند خاله سبعة أعوام في رعاية الأغنام فوافق يعقوب على هذا، وبعد انقضاء المدة، جمع خاله لابان الناس في الليل كي يزف ابنته إلى يعقوب، وزف إليه ابنته ليئة بدلا من راحيل، فسأل يعقوب خاله عن سبب غدره به، فقال له خاله إن من عاداتهم ألا يزوجوا البنت الصغرى قبل الكبرى، فطلب منه أن يخدم لديه سبعة أعوام إضافية كي يزوجه براحيل، فوافق يعقوب على هذا، وجمع بين الأختين.
حيث لم يكن هذا الفعل محرما في شريعتهم، ولكنه حُرم فيما بعد في التوراة والقرآن الكريم، وقد وهب لابان جارية لابنته ليئة واسمها زلفي، وجارية لابنته راحيل واسمها بلها، ووهبت كل واحدة منهما جاريتها لنبى الله يعقوب عليه السلام، وهكذا تزوج بأربع نسوة، وأنجبت ليا الأبناء ليعقوب لكن راحيل كانت عاقرا، وحين وهبت ليعقوب جاريتها بيلها ودخل عليها، أنجبت له ولدين وبعد أن توقفت ليا عن الولادة ومنحت جاريتها زيلفي ليعقوب أنجبت له ولدين، وبعدها أكرم الله سبحانه وتعالى راحيل فأنجبت له ولدين، أما أبناء النبي يعقوب والذين يدعون بني إسرائيل فهم، النبي يوسف وبنيامين وأمهما هى السيدة راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب، وروبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتا واحدة اسمها دينا.
وأمهم هى السيدة ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب، ودان ونفتالي وأمهما هى السيدة بيلها، وجاد وعشير وأمهما هى السيدة زيلفا، وإن اسم راحيل ترجمته إلى العربية رخل، حيث أن الحرف العبري في هذه الحالة هو خ وليس ح، ومن الممكن أن يستخدم نفس الحرف للفظين وكلمة الرَّخل تعني الأنثى من أولاد الضأن، والذكر حمل وما زالت الكلمة تستخدم في اللغة الدارجة حتى الآن وخصوصا في جزيرة العرب وتلفظ بتاء التأنيث وهى رخلة، والسيدة راحيل أبوها هو لابان بن بيتويل وهو اسم عبري معناه الأبيض وهو خال النبي يعقوب عليه السلام وأبو زوجتيه ليا وراحيل، وقد أقام لابان مع عائلته في سهل فدان في بلاد مابين النهرين وعندما شب يعقوب أتى للعمل لدى خاله لابان في رعي الأغنام.
وتزوج من ابنته الكبرى ليا ثم من ابنته الصغرى راحيل، وقد ظل النبي يعقوب يعمل لدى خاله لابان في بلاد مابين النهرين إلى أن توفي والده إسحاق عليه السلام الذي كان يقيم في أرض كنعان فاضطر يعقوب إلى ترك خاله والعودة إلى أرض كنعان مصطحبا معه عائلته، ولابان هو ابن بتوئيل وحفيد ناحور أخي الخليل إبراهيم عليه السلام، وهو أخو رفقة أم نبى الله يعقوب، وقد سكن حاران في فدان أرام، ولما رأى الهدايا الثمينة التي أعطاها عبد الخليل إبراهيم عليه السلام لرفقة، قبل فورا أن تذهب هي معه إلى أرض كنعان لتصير زوجة لإبنه إسحاق، ولما هرب يعقوب من وجه عيسو ذهب لابان خاله ووجده رب عائلة كبيرة وأبا لعدة بنين وابنتين على الأقل وسيد عبيد كثيرين ومالك قطيع غنم وماعز.