الدكرورى يكتب عن سهل بن حنيف الأنصاري “جزء 2”
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثانى..مع سهل بن حنيف الأنصاري، وعن عاصم بن عمر ” في مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار من بني هاشم علي بن أبي طالب، وسهل بن حنيف رضي الله عنهما، وقال ابن عمرو، وشهد سهل بن حنيف بدرا، وأحدا ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف الناس عنه، وقد بايعه على الموت، وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نبلوا سهلا فإنه سهل ” وقال وشهد أيضا الخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال “العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا” رواه مسلم، وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض، حسن الجسم، والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أخو بني عدي بن كعب وهو يغتسل، فقال، ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، فَلُبِط بسهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له يا رسول الله، هل لك في سهل؟ والله ما يرفع رأسه، وما يفيق، قال ” هل تتهمون فيه من أحد؟” قالوا نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامرا، فتغيّظ عليه وقال صلى الله عليه وسلم ” علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟”
ثم قال صلى الله عليه وسلم له “اغتسل له ” فغسل وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صُبّ ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه، وظهره من خلفه، يكفئ القدح وراءه، ففعل ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس ” رواه احمد، وأما عن قوله صلى الله عليه وسلم “وإذا استغسلتم فاغسلوا” يدل على الأمر بالغسل، والأصل في الأمر الوجوب، وقصة سهل بن حنيف مع عامر بن ربيعة رضي الله عنهما، هذه فيما إذا عُرف العائن وتحدد فإنه يُطلب منه ولا يُطلب من غيره، وأما إذا لم يُعرف فإنه يُطلب الاستغسال من أكثر من واحد حتى يغلب على الظن أن العائن واحد منهم، وإذا طلب الاستغسال من أكثر من واحد فإنه ينبغي أن يكون الطالب نبيها.
بحيث لا يسلك أسلوبا يوغر الصدور، بل يُشعر من طلب منه الاستغسال أنه لا يتهم أحدا بعينه، وإنما هو يتسبب في شفاء مريضه، ولعل العائن يكون ممن طلب منه الاستغسال، فيشفى المريض بإذن الله، كما حصل لسهل بن حنيف رضي الله عنه، في استغسال النبي صلى الله عليه وسلم، له عامر بن ربيعة رضي الله عنه، وروى ابن سعد عن حنش بن المعتمر قال لما توفي سهل بن حنيف أتي به علي في الرحبة، فكبر عليه ست تكبيرات، فكان بعض القوم أنكر ذلك، فقال إنه بدري، وفي رواية عمير بن سعيد، أنه قال هذا سهل بن حنيف، من أهل بدر، ولأهل بدر فضل على غيرهم، فأردت أن أعلمكم فضلهم، وتوجد صفات يعجز الإنسان عن وصفها لهذا الصحابي الجليل منها حب الرسول صلى الله عليه وسلم.
والتفاني في الدفاع عنه وقد ظهر هذا واضحا جليا في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يوم أحد، وكذلك من هذه الصفات الشجاعة والإقدام فهو قد حضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معارك أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وقد شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت يوم أحد رضي الله عنه، وكان بايعه يومئذ على الموت فثبت معه حين انكشف الناس عنه وجعل ينضح بالنبل يومئذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نبلوا سهلا فإنه سهل” وقال الزهري لم يعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة، وكانا فقيري.