الدكرورى يكتب عن سهل بن حنيف الأنصاري “جزء 4”
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الرابع..مع سهل بن حنيف الأنصاري، وروي انه كان في بدء الإسلام أول سنة الهجرة يكسر اصنام قومه ليلا ويحملها إلى امرأة من الأنصار لا زوج لها ويقول لها احتطبي هذه وكان علي يذكر ذلك عن سهل بعد موته متعجبا به وكان لسهل بن حنيف من الولد أبو أمامة أسعد وعثمان أمهما حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وسعد أمه أم كلثوم بنت عتبة بن أبي وقاص، وعبد الله، وقد ولاه الإمام علي، على فارس فاخرجه اهل فارس ووجه الإمام علي، زياد بن أبيه فارضوه وصالحوه وأدوا الخراج، ولما غدر أصحاب الجمل بأخيه عثمان بن حنيف عامل الإمام علي، على البصرة وقالت ام المؤمنين اقتلوه قال والله لئن هممتم بذلك لابعثن إلى أخي بالمدينة فلا يبقي منكم احدا، فتوقفوا عن ذلك ونتفوا شعره.
وفي الاصابة كان من السابقين واستخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد معه صفين ويقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين علي بن أبي طالب، ولم يؤاخ النبي بين علي وبين أحد غير نفسه ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أصحابه إلا عليا قال له آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال انما تركتك لنفسي أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى فانت أخي في الدنيا، وقد روى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزيد بن ثابت، وقد روى عنه ابناه أبو أمامة وعبد الله، وعبيد بن السباق وأبو وائل وعبد الرحمن بن أبي ليلى ويسير بن عمرو، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعمر بن عبد الرحمن بن عوف والرباب جدة عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف، وأما عن إبنه أبو أمامة فهو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني.
وقد ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعدّه الذهبي وابن حجر من الصحابة، وقد روى الحديث عن جمع من الصحابة، وتوفي سنة مائة من الهجرة، وتوفي في الإسكندرية، وهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري، وهو من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، واسمه أسعد، وقد وُلد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بعامين، وأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فحنكه وسماه باسم جده لأمه أبي أمامة أسعد بن زرارة، فكان من علية الأنصار وعلمائهم، ومن أبناء البدريين، وصلي بالناس إماما عندما حوصر عثمان بن عفان، وقيل أنه كانت هناك بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة فيقول علي رضي الله عنه، فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه.
قال فاستربت بشأنه فقلت لها، يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئا لا أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟ قالت، هذا سهل بن حنيف بن واهب قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطبي بهذا فكان علي رضي الله عنه يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى مات عنده بالعراق، فهكذا كان دأب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو كفالة الفقير وتقديم يد العون له، فيكون المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد يشد بعضه بعض، وعن يسير بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيء؟ قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق ” يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية”
وعن ابن أبي ليلى، أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما إنها من أهل الأرض فقالا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرت به جنازة فقام فقيل إنه يهودي فقال أليست نفسا، وتوفي سهل بن حنيف رضى الله عنه، بالكوفة سنة ثمانى وثلاثين من الهجرة وصلى عليه الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، فكبر ستا وروي خمسا وقال انه بدري، وعن الحسن بن زيد انه قال كبر علي بن أبي طالب على سهل بن حنيف سبع تكبيرات وكان بدريا وقال لو كبرت عليه سبعين لكان أهلا، وفي رواية الحاكم مات سهل بالكوفة بعد انصرافهم من صفين وكبر عليه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، خمسا وعشرين تكبيرة في صلاته عليه.
وعن جعفر بن محمد أن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، كفن سهل بن حنيف في برد أحمر حبرة، وقال ابن الأثير لما منع عثمان بن عفان، من الصلاة جاء مؤذنه إلى الإمام علي بن أبي طالب، فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد وهو أبو أيوب الأنصاري فصلى أياما ثم صلى بعد ذلك بالناس علي يوم العيد وعن إبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي.