عاتكة بنت زيد العدوية ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن عاتكة بنت زيد العدوية ” جزء 1″

 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

عاتكة بنت زيد العدوية ” جزء 1″

السيدة عاتكة بنت زيد العدوية القرشية وهى صحابية جليلة وهى ابنة عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرا ونفوذا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم، وقد تولى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق، وكان عمر بن الخطاب قاضيا خبيرا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل، وقد عرفت السيده عاتكه بنت زيد، بالبلاغة وفصاحة القول.

وإسمها هو عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان أبوها هو زيد بن عمرو، وهو أحد أشهر الموحدين في الجاهلية، وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد تزوج زيد من السيدة فاطمة بنت باجة الثقفية، وأنجب منها ابنهما سعيد بن زيد، ثم تزوج أم كرز بنت عمار بن مالك بن ربيعة الكنانية، وأنجب منها ابنته عاتكة، وقد نبذ عبادة الأصنام في الجاهلية، ووحد الله باحثا عن دين نبي الله إبراهيم الحنيف، وقد ارتحل في الجزيرة العربية والشام والعراق باحثا عن الإسلام، وهناك قابل أحبار اليهود والنصارى.

وعلم أن نبيا سيبعث، ولم يقتنع باليهودية ولا النصرانية فظل على حنيفيته، إلا أن أحد الأحبار قال له إرجع فإن النبي الذي تنتظره يظهر في أرضك، فرجع زيد إلى مكة، وقد لقي الرسول صلى الله عليه وسلم، غير ما مرة، غير أنه لم يدرك البعثة، وقد ذكر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأبى أكل ما ذبح للأصنام، وعن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيدا بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته، وفي إحدى رحلاته هجم عليه قوم من لخم فقتلوه.

فقال وهو ينازع “اللهم إن كنت حرمتني صحبة نبيك فلا تحرم منها إبني سعيدا، وقد أدرك ابنه سعيد بن زيد الإسلام وأسلم مبكرا فهو من السابقين الأولين، وكان مقربا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكره ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وكانت السيده عاتكه بنت زيد أمها هى أم كرز بنت الحضرمي، وقد أسلمت السيده عاتكه بنت زيد، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجرت، وقد تزوجها عبد الله بن أبي بكر، وهو عبد الله بن أبي بكر من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أول خليفة للمسلمين وهو أبو بكر الصديق وكانت أمه هى قتيلة بنت عبد العزى، وكان لعبد الله دوره الكبير قبل الهجره النبويه المشرفه، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، في الغار ومعه أبي بكر الصديق .

وكانت قريش قد جعلت مائة ناقة لمن يأتي به وكان عبد الله بن أبي بكر يستمع إلى الأخبار ليخبر بها الرسول ويعلم ما يتآمرون به ثم يأتيهم في المساء ليخبرهم بما يتآمرون، وكان عبد الله قد تزوج عاتكة وكان معجبا بها فشغلته فأمره أبوه أن يطلقها فطلقها ثم ندم فقال أعاتك لا أنساك ما ذر شارق وما لاح نجم في السماء محلق، لها خلق جزل ورأي منصب وخلق سوى في الحياة ومصدق، ولم أري مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير شيء تطلق، فلما سمعه أبو بكر رق قلبه فقال ارجعها فرجعها ومات وهي عنده ولها ميراثه، وذكر أصحاب المغازى أنه رمي بسهم في حصار الطائف فجرح ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشر للهجرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بأربعين يوما.