الدكرورى يكتب عن طليحة بن خويلد بن الأشتر ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع طليحة بن خويلد بن الأشتر، وقد قال لقومه مرة يا قوم والله ما علمنا عن محمد إِلا خيرا، ولا سمعنا من دعوته إلا مرحمة وإحسانا وعدلا فما بالنا نبطئ عنه، والناس إليه يسرعون؟ ثم أتبع يقول أما أنا فقد عزمت على أن أغدو عليه إِذا أصبحت، فمن شاء منكم أن يكون معي فليتجهز، فقدم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع قومه ومعه الهدايا معلنا إسلامهم جميعا ففرحت المدينة أشد الفرح بهذا الخبر إِذ لم يسبِق لبيت مِن بيوت العرب أن أسلم منه أحد عشر أخا من أب واحد ومعهم أربع مائة فارس، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهم ” ان للإيمان بيوتا و للنفاق بيوتا، وان بيـت بني مقرن من بيوت الايمان” وقد نزل فيهم قول الحق سبحانه وتعالى.
” ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما بنفق قربات عند الله وصلوات الرسول، إلا إنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته إن الله غفور رحيم” ومن مناقب النعمان بن عمرو بن مقرن، أنه كان أول مشاهده الأحزاب، وقد شهد بيعة الرضوان، وقد نزل الكوفة، وقد شارك في حروب الردة زمن أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وقد شارك في معركة القادسية، وكان من ضمن رسل سعد بن أبى وقاص إلى يزدجرد، وقد ولى عسكر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثم صرفه وبعثه على المسلمين يوم وقعة نهاوند، فكان يومئذ أول شهيد، وكانت في سنة إحدى وعشرين، وقد ورد أن عمر بن الحطاب رضى الله عنه، شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال أصبهان الرأس.
وفارس وأذربيجان الجناحان، فإذا قطعت جناحا فاء الرأس وجناح وإن قطعت الرأس، وقع الجناحان، فقال عمر بن الخطاب للنعمان بن مقرن رضى الله عنهما، إني مستعملك فقال أما جابيا فلا، وأما غازيا فنعم، قال فإنك غاز، فسرحه، وبعث إلى أهل الكوفة ليمدوه وفيهم حذيفة، والزبير، والمغيرة، والأشعث، وعمرو بن معد يكرب، فذكر الحديث بطوله، وهو في مستدرك الحاكم، وفيه، فقال اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم، فأمنوا، وهز لواءه ثلاثا، ثم حمل، فكان أول صريع، ووقع ذو الحاجبين من بغلته الشهباء، فانشق بطنه، وفتح الله تعالى، ثم أتيت النعمان وبه رمق، فأتيته بماء، فصببت على وجهه أغسل التراب، فقال من ذا؟ قلت معقل، قال ما فعل الناس؟
قلت فتح الله عليهم، فقال الحمد لله، اكتبوا إلى عمر بذلك، وفاضت نفسه، وعن علي بن زيد، عن أبى عثمان قال، أتيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه، بنعي النعمان بن مقرن، فوضع يده على وجهه يبكى، وأما عن عمرو بن معد يكرب، وهو أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجى، وقد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم لكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتد عمرو بن معد يكرب ثم رجع إلى الإسلام لذلك لا يعد صحابيا وإنما تابعى، وحسن إسلامه، وهو شاعر وفارس اشتهر بالشجاعة والفروسية حتى لُفب بفارس العرب، وكان له سيف اسمه الصمصامة، وقد شارك في معارك الفتح الإسلامي في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما.
في الشام والعراق وشهد معركة اليرموك والقادسية، وكان اشد الناسِ قتالا فيها وقيل انه قتل رستم فرخزاد، وكان عمرو بن معد الزبيدي طويل القامة وقوي البنية وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو تعجبا من عظم خلقه، ومما يروى عن إسلامه، أنه قال لصديقه قيس بن مكشوح حينما بلغهما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى ننظر أمره، فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفي عليك، كان غير ذلك، علمنا، فرفض قيس ذلك، فذهب هو إلى المدينة، ونزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقيل إنه قدم المدينة في وفد من قومه زُبيد، فأسلموا جميعا.