الدكرورى يكتب عن عقبه بن عامر الجهني ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الثانى مع عقبه بن عامر الجهني، وعقبة بن عامر بن عبس بن مالك الجهني، وهو أمير، وصحابى وكان كاتبا وشاعرا وفقيها، وقد شهد فتوح الشام، ثم فتوح مصر مع عمرو بن العاص، ثم لحق بمعاوية بن أبي سفيان في صفين، وقد تولي مصر سنة أربعة وأربعين من الهجرة، وقد عزل عنها سنة سبعة وأربعين من الهجرة، وقد تولي غزو البحر، وقد مات هذا الصحابى بمصر، وله من الأحاديث النبوية الشريفة خمس وخمسين حديثا، ودفى في القاهرة ويوجد مسجد عقبة بن عامر، بجوار قبره، وكان عقبة بن عامر من أول من بايع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عند هجرته إلى المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة.
وكان عقبة آنذاك شابا صغير السن يرعى غنما لأسرته، فلما سمع بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، انطلق إليه ليبايعه، وقد سجلت كتب الأحاديث النبوية وتراجم الصحابة نبأ دلك، فقال ابن حجر، وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها، ثم ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم، فقلت بايعني فبايعني على الهجرة، ومنذ ذلك اليوم في مطلع السنة الأولى للهجرة أخد عقبة بن عامر مكانه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أتاح له كونه شابا يافعا أن يتقن الكتابة وأن يحفظ ما نزل من القرآن ويستوعب الأحاديث النبوية الشريفة.
ويتفقه في الفرائض والفقه والعلوم، وأن يبلغ في ذلك كله ما لم يبلغه أكثر الصحابة، فأصبح عقبة بن عامر من أشهر وأعلم الصحابة، فقال ابن يونس المصري، وكان قارئا عالما بالفرائض والفِقه، وكان عقبة فصيح اللسان، وشاعرا كاتبا، وهو أحد مَن جمع القرآن الكريم، ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه، وجاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء أن عقبة بن عامر الجهني هو الإمام، المقرئ، وهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عالما مقرئا فصيحا فقيها فرضيا شاعرا كاتبا، ويعد الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني هو أول من تصدر للفتوى بمصر، وهو أشهر من أفتى بها من الصحابة، وقيل أنه توفي عام ثمانى وخمسين من الهجرة.
وبني له مسجد حول مدفنه الذي دفن فيه بشارع عقبة بن عامر خلف مسجد الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه، ليعد أول من دفن بقرافة المقطم، وعقبة بن عامر هو صحابي ومحدث وشاعر وهو آخر من جمع القرآن الكريم، وقد تولى إمارة مصر لمدة سنتين وثلاثة أشهر إلى أن صرف عنها، وقد اهتم بإنشاء هذا المسجد على ما هو عليه والي مصر الوزير محمد باشا السلحدار، وهو مسجد مستطيل الشكل، تشتمل واجهته الغربية على الباب العام وتقوم على يساره المنارة، ويشتمل المسجد على رواقين يتوسطهما صف من العقود المحمولة على عمد حجرية مثمنة وقد حلي سقفه بنقوش ملونة ومكتوب بإزار سقف الرواق الشرقي آبيات من قصيدة البردة.
ويحيط بجدران المسجد مجموعة من الشبابيك الجصية المحلاة بالزجاج الملون، وبالقبة قبر عقبة بن عامر، وهي في الركن الغربي القبلي للمسجد، وعليها مقصورة خشبية وهي منقوشة من الداخل، وتعتبر قبة عقبة من أجمل وأكبر القباب التي أنشئت في العصر العثمانى فهى مضلعة من الخارج أما رقبتها فقد كسيت ببلاطات القيشانى، والقبة منقوشة من الداخل برسوم زيتية، ومكتوب على الإزار الخشبي الذي يحيط بجدران المربع كأية الكرسى، وعلى القبر مقصورة خشبية وأمامه شاهد من الرخام نقش على أحد وجهيه آية الكرسى وعلى الوجه الآخر ما نصه ” هذا مقام العارف بالله تعالى الشيخ عقبة بن عامر الجهنى الصحابى رضى الله عنه.