الدكرورى يكتب عن عقبه بن عامر الجهني ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع عقبه بن عامر الجهني، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه ورديفه، وهو من مشاهير الصحابة وأعلامهم وهو معدود فيمن خدم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يأخذ بزمام بغلة
ويقودها في الأسفار، وقد عدد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل المعوذتين وحثه على قراءتهما وكان عقبة بن عامر من أصحاب الصفة، وقد قال الذهبي قال عقبة بن عامر، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، وكنت من أصحاب الصفة، والصفة هو موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقرأ المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه.
وقال الزركلي عن عقبة أنه كان شجاعا فقيها شاعرا قارئا، من الرماة، و قال الذهبي وكان عالما مقرئا فصيحا فقيها فرضيا شاعرا كبير الشأن، وقال ابن حجر، قال أبو سعيد بن يونس، كان عقبة قارئا عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا كاتبا وهو أحد من جمع القرآن الكريم، قال ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان وفي آخره مكتوب كتبه عقبة بن عامر بيده، وعن عقبة بن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس” رواه مسلم، وقد شهد فتوح الشام وهو كان البريد إلى عمر بن الخطاب بفتح دمشق وكان له دار بدمشق بخط باب توما.
وهو أحد أبواب مدينة دمشق من الجانب الشرقي، وقد شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وسكنها وقال عنه ابن ماكولا أنه شهد فتح مصر، واختط بها وقال ابن عبد البر، قال أبو عمر، وسكن عقبة بن عامر مصر، وكان واليا عليها وابنتى بها دارا، ويوجد إلى الآن منطقة معروفة جدا بالجيزة بالقاهرة الكبرى بمصر تسمى على أسمه ميت عُقبة فإنه رضي الله عنه لما نزل مصر اقطعه معاوية بن ابي سفيان ارضا بالجيزة فسكنها عقبة و كانت ارضا ومسكنا له ولأحفاده من بعده وسميت على اسم صاحبها منية عقبة أو ميت عقبة و معناها أنها أرض عقبة بن عامر، ويقول المقريزي بالخطط، أنه ذكر منية عقبة، وهذه القرية بالجيزة عرفت بعقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.
وقال ابن عبد الحكم أنه كتب عقبة بن عامر الى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما يسأله ارضا يسترفق فيها عند قرية عقبة، فكتب له معاوية بألف ذراع في ألف ذراع ، فقال له مولى له كان عنده، انظر أصلحك الله ارضا صالحة، فقال عقبة ليس لنا ذلك، إن في عهدهم شروطا ستة، منها الا يؤخذ من ارضهم شئ ولا من نسائهم ولا اولادهم ولا يزاد عليهم ويدفع عنهم موضع الخوف من عدوهم وانا شاهد لهم بذلك، وهناك في رواية تقول أنه كتب عقبة الى معاوية يسأله نقيعا في قرية يبني فيها منازل ومساكن فأمر له معاوية بألف ذراع في الف ذراع فقال له مواليه ومن كان عنده أنظر الى ارض تعجبك فاختط فيها وابتن، فقال لهم انه ليس لنا ذلك.
لهم في عهدهم ستة شروط، منها الا يؤخذ من ارضهم شئ ولا يزاد عليهم ولا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وان يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم، وقال ابو سعيد بن يونس، وهذه الارض التي اقتطعها عقبة هي المنية المعروفة بمنية عقبة في جيزة فسطاط عمرو بن العاص، وكان عقبة بن عامر ممن شهد صفين، وكان في صف معاوية بن أبي سُفيان، وقد ولاه معاوية بن أبي سفيان إمارة مصر بعد موت اخيه عتبة بن أبي سفيان الذي كان واليا عليها، و جمع معاوية لعقبة في إمرة مصر بين الخراج والصلاة، وقد دام عقبة على إمرة مصر، إلى أن أراد معاوية بن أبى سفيان عزله ، فلما قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق ولاه مصر.