الدكرورى يكتب عن عقبه بن عامر الجهني ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء السادس مع عقبه بن عامر الجهني، وقد دام عقبة على إمرة مصر، إلى أن أراد معاوية بن أبى سفيان عزله ، فلما قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق ولاه مصر، وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر ثم سيره إلى مصر وأمر معاوية عقبة بغزو رودس ومعه مسلمة بن مخلد المذكور، فنشر عقبة بن عامر الرايات على السفن وكان اول من فعل ذلك، فخرج عقبة ومسلمة إلى الإسكندرية ثم توجها في البحر فلما سار عقبة استولى مسلمة على سرير إمرته، فبلغ ذلك عقبة بن عامر، فقال أغربة وعزلا، وكان ذلك لعشر بقين من ربيع الأول سنة سبعة وأربعين من الهجرة، وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتولى مسلمة بعده الإمرة.
وقيل أن عقبة بن عامر، مات في خلافة معاوية بن أبى سفيان، وقال ابن عبد البر أنه توفي في آخر خلافة معاوية، وقيل أنه ليس في الجبانة قبر صحابي مقطوع به إلا قبر عقبة فإنه زاره الخلف عن السلف، و قال الزركلي وفي القاهرة مسجد عقبة بن عامر بجوار قبره، و قال ابن حجر، وحكى أبو زرعة في تاريخه عن عبادة بن نسي قال رأيت رجلا في خلافة عبد الملك يحدث فقلت من هذا قالوا عقبة بن عامر الجهنى، قال أبو زرعة فذكرته لأحمد بن صالح قال هذا غلط مات عقبة في خلافة معاوية وكذلك أرخه الواقدي وغيره، وقيل فى كتاب مرشد الزوار، لإبن عثمان ان قبر عقبة بن عامر بالقرافة، هو قبر ثابت لا شك فيه يتوارث زيارته الخلف عن السلف.
وانه هو الصحابي الوحيد الذي يثبت مكان قبره بالقرافة خلافا عن الصحابة الذين دفنوا بالقرافة و لم تُعلم قبورهم ودُثرت، ومن المرجح ان تكون هذه المنطقة هي حاليا نفس المكان الذي ذكره الموفق بن عثمان الذي به مسجد سيدي عقبة بن عامر بالقرافة قرب الإمام الشافعي، وبمسجد سيدي عقبة ضريح لعقبة بن عامر رضي الله عنه، ولكن قيل ان ضريح عقبة بن عامر الذي نراه الآن مبني على رؤية، فربما الشيخ الموفق بن عثمان قصد ضريح اخر غير هذا كان موجودا في زمانه واختفى في زماننا ام ماذا؟ فالله أعلم، وأما القول بأن عمرو بن العاص وابي بصرة مدفونين معه فلا يثبت، وأصح وأحسن ما قيل في قبور عقبة وعمرو وابي بصرة.
انها بالمقطم كما هو ثابت لكن مختفية المعالم، وكان مما جاء في كراماته رضى الله عنه، أنه رئي بعض الأمراء في النوم ممن جاوره فقيل له ما فعل الله بك، فقال لهم غفر لي بمجاورة عقبة وروي له من البركات روايات كثيرة منها أن رجلا أسر له ولد فأتى قبر عقبة ودعا الله عز وجل فقام هناك، أى رد إليه، وقد ذكر خليفة بن خياط بتاريخه أن من أحداث عام ثمانى وثلاثين من الهجرة، هى معركة النهروان و بها أستشهاد عدد من أصحاب الإمام علي، و منهم أبو نعيم عقبة بن عامر الجهني، و هذا إما غلط و سهو من خليفة وكما قال ابن عبد البر، أو ان عقبة شهيد النهروان هذا غير عقبة صاحب مصر وأن هناك فرق بينهما، ومن الواضح ان خليفة فرّق بينهما.
بدليل أنه ذكر ايضا في احداث سنة ثمانى وخمسين من الهجرة، وفاة عقبة بن عامر بن عبس الجهني، وكان مما رواه عقبة رضي الله عنه، أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى صلاة غير ساه ولا لاه كفر عنه ما كان قبلها من سيئاته” وقال عقبة أيضا سمعت النبي صل الله عليه و سلم يقول ” تعجب ربك من شاب ليس له صبوة” وقال عقبة كنت آخذ بزمام بغلة رسول الله صل الله عليه وسلم في بعض غاب المدينة، فقال لي ” يا عقبة ألا تركب ، فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركبت هنيهة ثم ركب فقال صلى الله عليه وسلم ” الا اعلمك سورتين” فقلت بلى يا رسول الله فاقر أني قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم أقيمت الصلاة فتقدم وصلى بهما وقال صلى الله عليه وسلم ” اقرأهما كلما نمت وقمت”