نبي الله أيوب عليه السلام

الدكرورى يكتب عن نبي الله أيوب عليه السلام ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله أيوب عليه السلام ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع نبي الله أيوب عليه السلام، ولكن الحياة لم تدم هكذا وبدأت الاختبارات تتوالى وبدأ أبناء السيدة رحمة يموتون واحدا تلو الآخر فماتوا جميعا وهي بذلك أكثر من مات لها من الأولاد وبدأت ثروة زوجها تتناقص حتى تلاشت وبدأت المواشي والدواب تنفق هي الأخرى وتموت وأصبحت الأرض الواسعة بورا فلم يعد هناك مال ولا طعام يكفيهم وابتعد الأهل والأصدقاء ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل بدأت علامات المرض الشديد تظهر على سيدنا أيوب حتى أقعده المرض ونال من كل أعضائه فلم يعد لديه سوى عضوين سليمين هما قلبه ولسانه أما سائر الأعضاء فأصيبت وتهتكت، ويرجح المفسرون أنه أصيب بمرض جلدى نادر أقرب ما يكون إلى مرض الجدري الآن، ومع قلة الدواء واشتداد الفقر ازداد المرض سوءا وشدة.

فما هو موقف الزوجة هل حنقت وغضبت وتركت وفرت هاربة بشبابها وجمالها وتركت زوجها لمرضه، وإن كان الأمر كذلك لما خلد ذكراها وضرب بها المثل في الصبر على الزوج ومرضه وعلى الفقر وشدته وعلى الذل بعد العزة، إنها فكرت ماذا تفعل هل تجوع هي وزوجها؟ فلم يعد أحد يعطي لهما مالا ولا طعاما فوجدت أنه من غير المعقول أن يستمر الحال على ما هو عليه فقررت أن تعمل خادمة كي تجد المال الذي تطعم به زوجها ونفسها وهي السيدة المصانة التي كانت تخدم من أكثر من مئة خادمة ولكنها اختبارات الحياة فكانت السيدة رحمة تعمل يوما طويلا شاقا وفي نهايته تأخذ مالا قليلا لا يكاد يكفي لشراء وجبة طعام واحدة تقسمها مع زوجها فيأكلان معا ويحمدان الله على ما رزقهما رغم قلته، ثم كانت بعد ذلك تعتني بزوجها.

وتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته ثم تفرش له فرشته التي لم تكن إلا رمادا أو رملا حتى ينام عليه وتنام هي أيضا حتى تستقبل يوما شاقا جديدا، وفي أحد الأيام الشاقة وبعد أن أنهت السيدة رحمة عملها في أحد البيوت واشترت الطعام وعادت في طريقها إلى زوجها المريض تعرض لها شخص ما، بدا وكأنه طبيب فقال لها إنني طبيب مستعد أن أشفي زوجك على أن يقول انني شفيته ولا أحد سواي فجاءت السيدة رحمة إلى زوجها أيوب وأخبرته بما حدث لها، فعرف نبى الله أيوب عليه السلام أنه الشيطان جاء متخفيا في صورة طبيب يريد أن ينسب فضل الشفاء لنفسه ولا شفاء إلا من عند الله فعلم نبى الله أيوب ذلك فغضب من زوجته غضبا شديدا فأقسم أنه لو شفي ليضربنها مئة ضربة، وقد اشتد المرض على نبى الله أيوب وسرت شائعة.

أن مرضه مرضا معديا لذلك اتفق أهل البلدة أن يخرجوه خارجها ويضعوه في مكان مهين، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من اخوته كانا من أخص إخوانه له كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال صاحبه وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به ” وكان الشيطان يوسوس لخلصائه القلائل الذين بقوا على وفائهم له ووصل بهم الأمر إلا أنهم حدثوه بذلك فجزع نبى الله أيوب عليه السلام كثيرا فاشتد همه ومرضه، وقد وصف العلماء فى عصرنا الحديث مرض نبى الله أيوب فقيل إن مرض نبى الله أيوب عليه السلام كان عبارة عن فقاعات صغيرة وحبيبات تظهر على مناطق معينة من الجلد.

مثل الظهر والبطن والسطح الخارجى للذراعين، وتصحبها حكة شديده ويضيف أنه كما لوحظ وجود ارتباط بين ظهور مرض أيوب وحدوث اضطراب فى الأمعاء الدقيقة ناتج عن عدم تحمل المرضى للأطعمة، التى تحتوى على دقيق القمح، وبدراسة المكون المسبب وجد أنه مادة بروتينية تسمى جلوتن، وعادة ما تتحسن حالة المريض إذا امتنع عن تناول الأطعمة، التى يدخل فى تركيبها دقيق القمح مثل الخبز والمكرونة والجاتوه ويشير إلى أن مرض نبى الله أيوب يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، ويعالج المرض بأحد مشتقات السلفا مثل الدايسون أو السلفا بايريدين، ويلاحظ الأطباء المعالجون سرعة استجابة المريض لتلك العقاقير، حيث تختفى الحكة فى غضون أيام قليلة، ثم يزول الطفح فى حدود عشرة أيام من بدء العلاج.