الدكرورى يكتب عن ثابت بن
قيس بن شماس “جزء 6”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السادس مع ثابت بن قيس بن شماس، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال جئته وهو يتحنط فقلت ألا ترى؟ فقال الآن يا ابن أخي ثم أقبل فقال هكذا عن وجوهنا تقارع القوم، بئس ما عودتم أقرانكم, ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل حتى قتل، وقال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال، قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت “سمعت أبي يقول لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سورة لقمان ” إن الله لا يحب كل مختال فخور” فقد اشتدت على ثابت بن قيس وفاق عليه بابه، وطفق يبكي.
فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فأخبره بما كبر عليه منها, فقال يا رسول الله، أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي، فقال صلى الله عليه وسلم “إنك لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة” وقد روى عن ثابت بن قيس رضى الله عنه، أنس بن مالك، وكما روى عنه ابنه محمد بن قيس وهو من الصحابة رضى الله عنهم جميعا، وكذا روى عنه ابنه قيس بن ثابت وهو من كبار التابعين، وروى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال وذكر يوم اليمامة قال أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط.
ثم جاء فجلس, فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم, ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بئس ما عودتم أقرانكم، وفي رواية فقاتل حتى قتل، فهكذا كان ثابت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد شارك ثابت في حروب الردة، وكان قائدا للأنصار يوم اليمامة، فلما رأى انهزام الناس، قال أف لهؤلاء ولما يعبدون، وأف لهؤلاء ولما يصنعون، يا معشر الأنصار، خلوا سنني لعلي أصلى بحرها ساعة، فقاتل حتى قُتل، وهكذا ثابت فعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس” وكان هذا الصحابى الجليل من الأنصار.
ولكن من هم الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن هشام بن زيد، قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال، جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعها صبي لها فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي” مرتين، رواه البخارى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال، رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، النساء والصبيان مقبلين قال “حسبت أنه قال من عرس” فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “اللهم أنتم من أحب الناس إلي” قالها ثلاث مرار، رواه البخارى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة” رواه البخارى.
وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “فاغفر للأنصار” البخارى، وأما عن قول “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة” وهذه تلك هى الجملة الشهيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي قالها لثابت بن قيس حينما أرادت زوجته أن تفارقه في أول خلع عرفه الإسلام، فذكر في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته، وكانت مهرها، قالت نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة”