أصحاب الأخدود والأيكة والجنة ” جزء 4″

الدكروري يكتب عن أصحاب الأخدود والأيكة والجنة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

أصحاب الأخدود والأيكة والجنة ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع أصحاب الأخدود والأيكة والجنة، ويقول احد العلماء أنه جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا، على مزارع المشمش فاهلكتها وفي احدى بلاد الشام قبل خمسين عاما جاءت موجة جراد اكلت الاخضر واليابس الا مزرعه بقيت على نضرتها وخضرتها فقال اصحاب المزارع الاخرى لماذا سلمت مزرعتك من الجراد ما السر في ذلك فقال السر في الدواء فقالوا الا تتقي الله وتخفي عنا الدواء فقال انه الزكاة، وقد سئل احد العلماء هل في العسل زكاة فقال نعم فقال طيب اذا لم ازكي فقال العقاب جاهز القراد ياكل النحل والشمع، وقيل ذات مرة أن زارعي البرتقال في أمريكا أرادوا إتلافه للحفاظ على الأسعار المرتفعة، فقد خافوا من هبوط الأسعار فأرادوا إتلاف هذا المحصول، فتسلل الزنوج الفقراء تحت الأسلاك الشائكة ليأكلوا هذا البرتقال الطيب.

الذي أراد أصحابه إتلافه، و في العام القادم فعلوا الشيء نفسه ولكن مع تسميم هذا المحصول لئلا ينتفع منه إنسان، فهذا هو الكافر شحيح دائما ” مناع للخير” وقيل أنه في أستراليا أيضا قبل عدة أعوام تم إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وحُفرت الحفر ودُفن هذا العدد الكبير للحفاظ على أسعارها المرتفعة، بينما هناك شعوب قد أهلكتها المجاعات، ولا يستبعد أن يكون أصحاب الأغنام في أستراليا هم أنفسهم أصحاب البقر الذي جنّ في إنجلترا، لأن العقاب كان شديدا، فقد توجب إحراق ثلاثة عشر مليون بقرة قيمتها ثلاثة وثلاثون مليار جنية إسترليني، فهذا هو الكافر، وأما عن “فاصبحت كالصريم” ويقول ابن عباس رضي الله عنهما أي صارت محترقه مثل الليل بينما الثمرة كبيرة تصغر وتنكمش ويتلف داخلها وتذبل اوراقها وتسود كانها محترقه.

فسبحان الله الكريم الحنان كم من انسان امسى ونام وهو يملك ما يملك واصبح وما يملك شيئا، وكم من انسان كان يملك ثروات ولكن بسبب ذنوبه ضاع كل شي، وكم من انسان كان يملك عقارات وسيارات وبسبب اكله للربا ضاع منه كل ما يملك، وكم من انسان رفض او تهرب او تفنن في عدم اخراج الزكاة وضاع ماله كله كما حصل لاهل الجنة رفض ان يعطوا ثلثها فذهبت الحديقه كلها، فالله قد يؤدبه بذهاب مقدار الزكاه وبعضهم يؤدبه بذهاب نصف ماله وبعضهم يذهب ماله كله وهذا بحسب حكمة الله الله يعلم كيف يؤدب الشخص ورد في الاثر “إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك.

وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإني أدبر لعبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير‏” وقد روي ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيىء له، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم “فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم” قد حرموا خير جنتهم بذنبهم ” فتنادوا مصبحين” الى ان قال “فانطلقوا وهم يتخافتون” أي يتسارون بالحديث “الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين” فكانت العقوبه حصلت لهم بالليل بعدما بيتوا النية السيئه ثم بين الله لنا هنا كيف خرجوا من بيوتهم وهم مصرين على منع الفقراء.

وكيف كانوا يتناجون ويتسارون بالحديث حتى لا يشعر بهم الفقراء، فيقول تعالي “وغدوا على حرد أي غدوا على منع للفقراء قادرين” ويقول تعالي “فلما راوها قالوا انا لضالون أي تائهون” ويقول تعالي ” بل نحن محرمون” ويقول تعالي “كذلك العذاب ” فهذه الكلمة كذلك العذاب يدور محور القصة عليها، لما كانت الخسارة كبيرة كانت سببا في عودتهم الى الله وكانت سببا في توبتهم وندمهم ومحاسبتهم لانفسهم وفي اقبالهم وندمهم، ولولا تأديب الله لهم لما كان هذا الكلام منهم ياويلنا انا كنا ظالمين كما قيل لولا هذه الشدة لما كانت هذه الشدة، قد تجد تسعين في المائة من توبه الناس كانت بسبب التضييق عليهم لان العذاب في الدنيا موظف للخير بعض الناس لايفكر في صلاة ولا طاعه عنده مال وقوة وصحه وجاه وابهة فما قال يوما يا رب فلما افلس قال يا الله.

وقد سئل بعض العلماء بعد ان مكث يدعوا الى الله عشرين سنة ما ملخص دعوتك فقال اذا لم تاتي الى الله مسرعا جاء بك اليه مسرعا بمعنى اخر اذا لم تأتي الى الله عز وجل برجليك جاء بك على وجهك فكذلك اصحاب الجنة قال لهم اخوهم لولا تسبحون فاقسموا ليصرمنها مصبحين فلما احرق الله جنتهم كلها وعاقبهم قالوا انا الى الله راغبون وقبلها كانوا لايقبلون النصح.