الدكرورى يكتب أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 1”
بقلم/ محمـــد الدكــــرورى
أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 1”
إن الأنبياء معصومون من الوقوع في الرذائل التي تقدح في شرفهم ومكانتهم، فمن العجب أن يسأل مسلم عن قصة بديهية البطلان، لا يرتاب ذو عقل سوي في أنها من الكذب والبهتان والتحريف المفضوح، وقد قال ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل، يذكر فيه بعض من الكذب الذي لا يشك كل ذي مسكة تمييز في أنه كذب على الله تعالى وعلى الملائكة عليهم السلام وعلى الأنبياء عليهم السلام، إلى أخبار أوردوها لا يخفى الكذب فيها على أحد، كما لا يخفى ضوء النهار على ذي بصر، ثم قال في جملة ما ذكر من الدلائل على تحريف تلك الكتب متناقض ما فيها وتالله ما رأيت أمة تقر بالنبوة وتنسب إلى الأنبياء ما ينسبه هؤلاء الكفرة، فتارة ينسبون إلى إبراهيم عليه السلام أنه تزوج إلى أخته فولدت له إسحق عليهما السلام.
ثم ينسبون إلى يعقوب أنه تزوج امرأة فدست إليه أخرى ليست امرأته فولدت له أولادا، ومنهم انتسل أنبياء الله موسى وهارون وسليمان وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، ثم ينسبون إلى روبان بن يعقوب أنه زنى بربيبته زوج النبي أبيه وأم أخويه، ثم ينسبون إلى نبيه يعقوب عليه السلام أنه فسق بها كرها وافتضها غلبة، ثم ينسبون إلى يهوذا بزناه بامرأة ولديه فحبلت وولدت من الزنا ولدا منه انتسل داود وسليمان عليهما السلام، ثم ينسبون إلى يوشع بن نون أنه تزوج رحب الزانية المشهورة الموقفة نفسها للزنا لكل من دب وهب في مدينة أريحا، وكل هذا هو كذب وبهتان وإفتراء الله تعالى وعلى أنبيائه الكرام عليهم جميعا الصلاة والسلام، ولقد كان هناك أنبياء من بنى إسرائيل، وإن إسرائيل هو النبي يعقوب عليه السلام، وهذا النبي الكريم.
هو من سلالة نبى الله إبراهيم عليه السلام فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وبعد معرفة من هو إسرائيل يُطرح في الذهن سؤال آخر وهو ما معنى كلمة إسرائيل؟ وهل هو اسم أو لقب لنبي الله يعقوب؟ ومما قيل في معنى هذه الكلمة أنّها مركبّة من كلمتين، وهما “إسر” ومعناه العبد في لغة قوم النبي يعقوب و”إيل” وهو الله، فيكون معنى كلمة إسرائيل عبد الله، أما عن كونه اسما أو لقبا فالقولان واردان لدى أهل العلم والتفسير، وبعد معرفة من هو إسرائيل والعلم بأن نبى الله يعقوب عليه السلام، هو من تنسب إليه بنو إسرائيل، لا بد من الإشارة إلى أنه كان للنبي يعقوب اثنا عشر ولدا وهم الأسباط الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم ومنهم تفرعت أقوام بني إسرائيل، وقد تمت مخاطبة من كان منهم.
على زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في القرآن الكريم ببني إسرائيل ونسب إليهم ما فعل آباؤهم، مثل قوله تعالى في سورة البقرة “وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون” فبنو إسرائيل هم نسل النبي يعقوب عليه السلام وأولاده إلى قيام الساعة، وإن اليهود منهم وهم ينتسبون إلى يهوذا وهو أحد أبناء النبي يعقوب عليه السلام، وكلمة إسرائيل في القرآن الكريم قد وردت آيات قرآنية تتحدث عن النبي يعقوب باسم إسرائيل، ومنه قوله تعالى في سورة آل عمران “كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراه” ومعنى هذه الآية أن جميع أنواع الأطعمة.
كانت حلالا لذرية النبي يعقوب عليه السلام باستثناء لحوم الإبل وألبانها، والسبب في تحريم هذا النوع أن النبي إسرائيل هو من حرّمه على نفسه، ولكن هذا خاص بمرحلة ما قبل نزول التوارة أما بعد نزولها على النبي موسى عليه السلام، فقد حرّم الله عز وجل على بني إسرائيل ما شاء من أصناف الطعام وفق حكمته وعلمه سبحانه، وسوف نتحدث عن نبى من أنبياء بنى إسرائيل ألا وهو النبى صموئيل أو النبى شمويل، وهذا بحسب التعريف الأشهر له، فهو قائد في إسرائيل القديمة، وقد ورد اسمه في سفر صموئيل، بالكتاب العبري، وهو نبي وأشير إليه في القرآن الكريم، ولكن بدون ذكر اسمه، والنبى صموئيل هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، وصموئيل اسم عبري معناه “اسم الله” وهو أول أنبياء العبرانيين بعد نبى الله موسى عليه السلام.