الدكرورى يكتب أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 2”
بقلم/ محمـــد الدكــــرورى
إسرائيل والنبي صموئيل “جزء 2”
ونكمل الجزء الثاني مع أنبياء بني إسرائيل والنبي صموئيل، وكان آخر القضاة وكان أبوه ألقانة لاويا وينتسب إلى صوفاي أو صوف، وكان صموئيل نبيا وصار بعد موت عالي صاحب السلطان الديني غير المنازع في الأرض، وأراد أن ينصرف لتقويم الشعب، فى عشرين سنة بعد إرجاع التابوت رأى أن وضع الأمة الروحي تحسن فجمع الشعب كله إلى المصفاة بقرب المكان الذي أخذ منه التابوت ليعترفوا بخطاياهم ويصوموا أمام الرب ويسترضوه، فلما سمع الفلسطينيين أن بني إسرائيل قد اجتمعوا في المصفاة صعدوا لمقاتلتهم فصلى صموئيل من اجل الشعب فأرعد الرب بصوت عظيم على الفلسطينيين فانكسروا أمام بني إسرائيل، ولم يعودوا للدخول في تخم بني إسرائيل طوال حياة صموئيل، ويبدأ السفر بذكر قصة ألقانة وهو رجل من سبط أفرايم.
ومن سكان الرامة، وهو متزوج من حنة وفننة، لكن حنة لم يكن لها أولاد وهو ما جعلها عرضة للسخرية من المجتمع ومن ضرتها، ويبدو أن ألقانة كان تقيا، وكان يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه، أيام حكم القاضي عالي، وفي إحدى المرات خلال تواجدهم في شيلوه توجهت حنة إلى الرب بالدعاء، وبكت بكاء شديدا ونذرت نذرا، وقالت يا رب الجنود إن نظرت نظرا إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنس أمتك بل أعطيتها زرع بشر، فإني أعطيه للرب كل أيام حياته، فتحقق لها ما طلبت وولدت ابنا أسمته صموئيل أي “سمع لله قائلة” لأني من الرب طلبته، ثم حين فطمته أصعدته معها بثلاث ثيران وإيفة دقيق وزق خمر، وأتت به إلى الرب في شيلوه والصبي صغير، ويذكر الفصل الثاني من السفر فرح حنة وتهللها.
ويذكر حلاقا أنها حبلت أيضا وولدت ثلاث بنين وبنتين، ثم ينتقل ليذكر عالي الكاهن وأولاده الذي كان صموئيل لديهم، وشاخ عالي جدا وسمع بكل ما عمله بنوه بجميع إسرائيل، وبأنهم كانوا يضاجعون النساء مجتمعات في باب خيمة الاجتماع، ورغم تقريع عالي لهم، لكن مبعوثا من الله يسميه السفر رجل الله قد يكون نبيا أو ملاكا جاء إلى عالي مخبرا إياه أنه بسبب فساد ابنيه سينزع الملك منه وستندثر عائلته من الوجود، ويذكر السفر هنا أن صموئيل، تزايد نموا وصلاحا لدى الرب والناس أيضا وينتقل السفر في الفصل الثالث للحديث عما يطلق عليه اليوم في المسيحية اسم دعوة صموئيل، فبينما كان نائما دعاه الله، فاعتقد صموئيل أن عالي الكاهن يدعوه فذهب إليه، وبعد أن تكرر الأمر ثلاث مرات أجاب صموئيل الرب، تكلم يا رب فإن عبدك يسمع.
وذلك بناء على نصيحة عالي، ويرتبط هذا القسم من السفر بانتهاء مرحلة وبداية مرحلة، فالفصل يبدأ بعبارة، وكان في ذلك الزمان، ويذكر أيضا أن النبؤة كانت منقطعة لدى بني إسرائيل، أما عن فحوى دعوة صموئيل، فقد أخبره الله ما أخبر به عالي حول زوال حكمه، ولكنه أخبر صموئيل أنه سيغدو نبيا عظيما، وعرف جميع إسرائيل من دان إلى بئر السبع أنه قد أوتمن صموئيل نبيا للرب، وقد أظهرت هذه النجاة أن الله أقام صموئيل قاضيا أي مدافعا ورئيسا وفي قيامه بوظيفته كان يذهب من سنة إلى سنة ويجول في بيت إيل والجلجال والمصفاة ولكنه كان مقيما في الرامة حيث جمع جماعة من الأنبياء ليساعدوه في عمل الإصلاح، وقيل أن هناك بنى مذبحا للرب لأن الله ترك شيلوه وكان التابوت محجوبا والعهد منكوثا لأن بني إسرائيل نقضوه بالعبادة الوثنية والرجاسة.
فكان صموئيل ممثل يهوه، وفي أيام حكم صموئيل ممثل يهوه، وفي أيام حكم صموئيل القوي، كانت البلاد حرة من الأجنبيين، ولما شاخ جعل ابنيه قاضيين لإسرائيل في بئر سبع ولكنهما لم يكونا جديرين بثقته لأنهما أخذا رشوة وعوجّا القضاء، وكان من سوء تصرفهما هذا وخطر الأمم المجاورة أن طلب شيوخ الشعب أقامه ملك عليهم فأمره الله بأن يمسح شاول، ثم بعد رفضه عيّن الله داود، ومات صموئيل لما كان داود هاربا من وجه شاول في برية عين جدي ودفن في بيته في الرامة بعد أن ندبه جميع بني إسرائيل، وفي الليلة قبل موقعة جلبوع سأل شاول العرافة في عين دور لتصعد له صموئيل، وكان هيمان أحد المغنين الذين أقامهم داود في بيت الرب حفيدا لصموئيل، وقد عد صموئيل في قائمة العهد القديم الذين سلكوا بالإيمان.