الجزء الثالث مع الكاتب جهم بن سعد

الدكرورى يكتب عن الكاتب جهم بن سعد ” جزء 3″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الكاتب

جهم بن سعد، فالصحابي

الجليل عبد الله بن أبي سرح،

قد ظهرت براءته من هذه

التهمة، والثاني هو رجل

نصراني لا يعرف اسمه ارتد

وبقي على ردته وزعم أنه كان

يغير في كتابة الوحي ومات

ولفظته الأرض وكان آية للناس،

وعقب انتقال الرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم، إلى جوار

ربه، قد شارك عبد الله بن أبى

السرح في الفتوح والجهاد في

سبيل الله تعالى وعرف

بالشجاعة والإقدام والصبر في

المعارك، وولاه عثمان بن عفان

في خلافته إمارة الصعيد

بمصر، ثم ولي مصر كلها في

سنة سبعة وعشرون من الهجرة

وكان محمودا وظهرت براعته

الإدارية في تنظيم الخراج،

وذكر الواقدي عنه أنه كان

عمرو بن العاص على مصر.

فى خلافة عثمان بن عفان فعزله عن الخراج وأقره على الصلاة والجند واستعمل عبد الله ابن أبي سرح على الخراج فتداعيا، فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان إن عمرو بن العاص، كسر الخراج عليَّ وكتب عمرو إن ابن سعد كسر عليَّ مكيدة الحرب فعزل الخليفة عثمان بن عفان والى مصر عمرو بن العاص، وأضاف الخراج إلى ابن أبي سرح، وفي مدة ولايته فتح فتوحا عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة واحد وثلاثين من الهجره النبوية، وعقد عهدا بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمن التجار ويحافظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة، وتوسعت فتوحاته حتى بلغت تونس في سنة ثلاثة وثلاثين من الهجرة، وتولى بناء وقيادة الأسطول الإسلامي الذي كان يتألف من مئتي سفينة.

 

وتصدى للحملة البحرية الكبرى التي قادها قسطنطين الثاني في محاولة للاستيلاء على الإسكندرية واسترداد مصر من العرب، وانتصر على البيزنطيين وأغرق تسعمائة سفينة في معركة ذات الصواري، التي مثلت نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط، وكان بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد اعتزل عبد الله بن سعد السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان فظل فيها عابدا، وقال مصعب، هو الذي فتح إفريقية وانزوى إلى الرملة في فلسطين، وقال ابن يونس عنه أنه كان صاحب ميمنة عمرو بن العاص، وكان فارس بني عامر المعدود فيهم، وقد غزا إفريقية، ونزل عسقلان، فلم يبايع عليا ولا معاوية، وفي آخر أيامه.

 

كان يدعو الله تعالى أن يكون آخر عمله عند الصبح، وذكر سعيد بن أبي أيوب أنه يوم وفاته قال “إني لأجد برد الصبح، اللهم اجعل خاتمة عملي الصبح” فتوضأ، ثم صلى، فقرأ في الأولى بأم القرآن والعاديات، ثم ختم الصلاة وسلم عن يمينه، وذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه رضي الله عنه في سنة سبعه وثلاثين من الهجرة، وقيل في سنة تسعه وخمسين من الهجرة، وقيل إنه دفن بمدينة أوجلة في ليبيا، ولقد جُمع القرآن الكريم في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفيتيه، أبو بكر وعمر، أما في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان حفظه متواترا في الصدور، ومكتوبا في السطور، وفي خلافة الصديق كانت آيات وسور القرآن الكريم المكتوبة مفرقة.

 

فتم جمعها في مصحف واحد، وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، تم كتابة القرآن الكريم ونسخه، ولقد زاد نزول القرآن الكريم، مفرقا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم، من عدم تفلت شيء منه، فكان يردد كل ما يلقيه عليه جبريل عليه السلام، قبل انتهائه من تلقينه، فنزل قول الله سبحانه تعالى “إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فأتبع قرآنه” وبعد نزول هذه الآية الكريمة كان يصمت صلى الله عليه وسلم، إلى حين انتهاء الوحي من تلقينه، ثم يستدعي الكَتَبة من الصحابة الكرام ليكتبوا كل ما ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم، من القرآن الكريم، وكان أمين الوحى جبريل عليه السلام ينزل على  النبى صلى الله عليه وسلم، ليعرض عليه القرآن الكريم كل سنة في ليالي شهر رمضان، وقد عرضه عليه مرتين في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وسلم.