الدكرورى يكتب عن عبد الله
بن واقد القرشي ” جزء1″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
تابعى من التابعين وهو عبد
الله بن واقد بن عبد الله بن
عمر بن الخطاب القرشى
العدوي العُمرى المدني، وهو
تابعي، وهو أحد رواة الحديث
النبوي الشريف، وقد مات عبد
الله بن واقد فى سنة مائه
وتسعة عشر من الهجره، وبينما
قال محمد بن سعد البغدادي،
أنه مات قديما فى سنة مائه
وسبعة عشر من الهجره، في
خلافة هشام بن عبد الملك،
والتابعون في التاريخ الإسلامي
هم شخصيات إسلامية لم
تعاصر النبي صلى الله عليه
وسلم، ولكنها عاشت في فترة
لاحقة بعد وفاته صلى الله عليه
وسلم، في القرن الأول والقرن
الثاني الهجري، أو عاشت في
فترته ولم تره صلى الله عليه وسلم، وإنما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وكان لها دور ملحوظ في فترة
حياتها فتعلمت الحديث من
الصحابة الكرام رضوان الله
عليه أجمعين، وعلمته إلى
غيرها وكانوا من الذين يتبعون
سنن النبي صلى الله عليه
وسلم، والصحابة الكرام، وأما
عن الحديث النبوي الشريف، أو
السنة النبوية الشريفه، عند أهل
السنة والجماعة هو ما ورد عن
الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم، من قول أو فعل أو تقرير
أو صفة خَلقية أو صفة خُلقية
أو سيرة سواء قبل البعثة أي
بدء الوحي والنبوة، أو بعدها،
والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة، هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها.
ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن الكريم، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته، وكما جاء في سورة النجم فى القرآن الكريم حيث قال الله تعالى “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى” فالحديث النبوي الشريف، هو بمثابة القرآن الكريم، في التشريع من حيث كونه وحيا أوحاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، والحديث والسنة مرادفان للقرآن الكريم في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية، وقد اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي الشريف، جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا، واستنبطت حوله العلوم المختلفة.
كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح الحديث وعلم العلل وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه، وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المختلفة كالتاريخ، وما يتعلق منه بالسيرة النبوية وعلوم التراجم والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم اللغة العربية والتفسير والفقه وغيرها، وأما عن محمد بن سعد، والذى كان له رأى فى وفاة عبد الله بن واقد، فهو محمد بن سعد بن منيع، وهو لم يعرف عنه إلا جده منيعا، وأما نسبته، فالأكثر على أنه مولى لبني هاشم، ومنهم تلميذاه ابن أبي الدنيا والبلاذري، وقد فسّر هذا الولاء تلميذه الحسين بن الفهم.
فقال ” هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ” ولا يعني هذا أنه هو نفسه مولى الحسين بن عبد الله، فقد يكون جده، وربما أبوه، لأن هذا الفرع من البيت العباسي قد انقرض بموت الحسين ابن عبد الله، فقد توفي الحسين في سنة أربعين ومائة من الهجره، ولم يخلف بعده سوى ابنه عبد الله ومات ولم يعقب، ويشار إليه بأنه زهري، وهو نسبة إلى زهرة بن كلاب من قريش، وهذا الاضطراب في نسبته يجعلنا في حيرة من ولائه بين بني هاشم وبني زهرة، والراجح لدي الأول، لأن من نسبه إلى ذلك هم تلامذته، وهم أعرف الناس به، ويحتمل أنه انتسب إلى بني زهرة، ثم إلى بني هاشم أو العكس، ويكنى بأبي عبد الله.