الجزء الثالث مع عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي

الدكرورى يكتب عن عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي ” جزء 3″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي، وقد شهد غزوات وكان من سادات الصحابة وقد استقضاه عبد الله بن عامر على البصرة فحكم له بها ثم استعفاه فأعفاه، ولم يزل بها حتى مات فى هذه السنة وكانت من أهم ملامح شخصيته رضى الله عنه، أن الملائكة تسلم عليه ولا يحدث ذلك إلا مع إنسان بلغ من العبودية لله تعالى درجة عالية، وكذلك بذل العلم للناس ونلحظ ذلك من كثرة من تعلموا على يديه والفطنة وسرعة البديهة ويتضح ذلك من هذا الموقف، فعن حبيب بن أبي فضالة المالكي قال لما بني هذا المسجد ويقصد مسجد الجامع قال، وعمران بن حصين جالس فذكروا عنده الشفاعة فقال رجل من القوم، يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن.

 

 

 

 

فغضب عمران بن حصين وقال للرجل، قرأت القرآن، قال نعم، قال له، هل وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا، وصلاة الغداة ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعا، قال لا، قال له فعن من أخذتم هذا الشأن ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أوجدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة كذا وفي كل كذا وكذا بعير كذا أوجدتم هذا في القرآن قال لا، فقال له فعن من أخذتم هذا أخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأخذتموه عنا، وقال له فهل وجدتم في القرآن وليطوفوا بالبيت العتيق وجدتم هذا طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام أوجدتم هذا في القرآن، فقال لا، فقال له عن من أخذتموه ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم.

وقال ووجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام قال لا، قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين” حتى بلغ ” فما تنفعهم شفاعة الشافعين” وقال حبيب أنا سمعت عمران يقول الشفاعة، وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لموقف من عمران بن حصين وقيل أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت تعظمه فقالوا له كلم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “أوسعوا للشيخ” وعمران وأصحابه متوافرون فقال حصين ما هذا الذي بلغنا عنك.

 

 

 

 

إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك حصين خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا حصين كم تعبد من إله؟” قال سبعا في الأرض وواحدا في السماء، قال “فإذا أصابك الضر من تدعو؟” قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فإذا هلك المال من تدعو؟” قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أرضيته في الشكر أم تخاف أن يغلب عليك”، قال ولا واحدة من هاتين، فقال صلى الله عليه وسلم، وعلمت أني لم أكلم مثله، فقال صلى الله عليه وسلم “يا حصين أسلم تسلم” قال حصين إن لي قوما وعشيرة فماذا أقول؟ فقال صلى الله عليه وسلم “قل اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني” فقالها حصين فلم يقم حتى أسلم.

 

 

 

 

فقام إليه عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، بكى وقال “بكيت من صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران ولم يتلفت ناحيته، فلما أسلم قضى حقه فدخلني من ذلك الرقة” فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه قوموا فشيعوه إلى منزله، فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا صبأ وتفرقوا عنه، وقال الحسن تذاكر سمرة وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكتتين، سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين، فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب فكان في جواب أبي بن كعب، أن سمرة قد صدق وحفظ.