الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 11”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 11”
ونكمل الجزء الحادي عشر مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وجهز يزيد بن معاويه، جيشا كبيرا بقيادة مسلم بن عقبة، وترجاه عبد الله بن جعفر وصخر بن عامر، وعبد الله بن جعفر، هو أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو صحابي من صغار الصحابة، وأحد رواة الحديث النبوي، وأحد أشهر من عُرف من العرب بجوده وكرمه، فقالوا له، أن لا يرسله فأجاب عبد الله بن جعفر أنا أجيبك فيهم إلى ما تريد، إن ابن الزبير حيث رأيت، وقد نصب لنا الحرب، وأنا أبعث الجيوش، وآمر صاحب أول جيش أبعثه أن يتخذ المدينة طريقا ولا يقاتلهم، فإن أقر أهل المدينة بالسمع والطاعة تركهم وجاوزهم إلى ابن الزبير، وإن أبوا أن يقروا قاتلهم، ولما وصل خبر تجهيز الجيش إلى مسامع أهل المدينة.
ضيقوا الحصار على بني أمية ثم أخرجوهم، وبعد ذلك قسموا أنفسهم إلى فريقين كل فريق عليه أمير، وأرسلوا من يردم الآبار التي في طريق المدينة، لكيلا يستسقوا، ثم حفروا خندقا ليقاتلوا من داخل المدينة، وكان مسلم بن عقبة بن رباح المري الغطفاني، هو قائد الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية في موقعة الحرة، ولاتوجد تفاصيل كثيرة عن نشأته وحياته وقيل أنه توفي وهو في طريقة إلى مكة لقمع ثورة عبد الله بن الزبير، وهو قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، وقد أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع معاوية بن أبى سفيان، وكان فيها على الرجالة، وقلعت بها عينه، وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله منها.
ولما وصل خبر تجهيز الجيش إلى مسامع أهل المدينة ضيقوا الحصار على بني أمية ثم أخرجوهم، وبعد ذلك قسموا أنفسهم إلى فريقين كل فريق عليه أمير، وأرسلوا من يردم الآبار التي في طريق المدينة، لكيلا يستسقوا، ثم حفروا خندقا ليقاتلوا من داخل المدينة، ولكن كان هناك رفض من كبار الصحابة ومن آل البيت للخروج وتحذيرهم لأهل المدينة، فقد، جاء عبد الله بن عمر، إلى عبد الله بن مطيع، حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن معاوية، فقال اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة، فقال إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت صلى الله عليه وسلم، يقول “من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة، لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية”
وقد رفض محمد بن الحنفية الخروج وقد دفاع عن يزيد بن معاويه، فعندما قال ابن مطيع إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم محمد بن الحنفيه، ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة، قالوا فإن ذلك كان منه تصنعا لك، فقال وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركائه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا، قالوا إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه، فقال لهم أبى الله ذلك علـى أهل الشهادة، فقال “غلا من شهد بالحق وهم يعلمون” ولست من أمركم في شيء، قالو فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك.
فنحن نوليك أمرنا، قال ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعا ولا متبوعا، فقالوا فقد قاتلت مع أبيك، قال جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال لو أمرتهما قاتلت، قالوا فقم معنا مقاما نحض الناس فيه على القتال، قال سبحان الله، آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه؟ إذن ما نصحت لله في عباده، قالوا إذن نكرهك، قال إذن آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وقد بايع الناس عبد الله بن حنظلة على الموت، وعبد الله بن حنظلة، هو من صغار الصحابة الكرام، وكان اسمه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أبو عبد الرحمن الأنصاري الأوسي المدني ، وأبوه هو الصحابي حنظلة بن أبي عامر.