الدكرورى يكتب عن عمرو بن أمية الضمري الكناني “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع عمرو
بن أمية الضمري الكناني، فلما
قدم عمرو بن أمية على النبي
صلى الله عليه وسلم، أخبره
بالخبر، فقال صلى الله عليه
وسلم، لقد قتلت قتيلين
لأدينهما، ثم قال صلى الله عليه
وسلم، هذا عمل أبي براء قد
كنت لهذا كارها متخوفا، فبلغ
ذلك أبا براء فشق عليه إخفار
عامر إياه، وما أصاب من
أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم بسببه وجواره، وأما
عن عمرو بن أميه فهو، أبو أمية
الضمري الكناني، عمرو بن أمية
بن خويلد بن عبد الله بن إياس
بن عبد بن ناشرة بن كعب بن
جُدي بن ضمرة بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان.
وهو من نسل نبي الله إسماعيل
ابن خليل الله إبراهيم عليهما
السلام وقد كناه النبي صلى
الله عليه وسلم، أبا أمية، وقد
كانت زوجته هي السيده
سخيلة بنت عبيدة بن الحارث
بن المطلب بن عبد مناف بن
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان،
وقد كان من أبناؤه، جعفر بن
عمرو بن أمية الضمري، والفضل
بن عمرو بن أمية الضمري،
وعبد الله بن عمرو بن أمية
الضمري، ولقد كان عمرو بن
أميه وأحدا من أَنجاد العرب
ومن رجالها نجدة وجراءَة
وفاتكا من فتاكهم في
الجاهلية، وقد روى ابن سعد،
أنه كان في جيش المشركين في غزوة أحد.
ثم أسلم بعد انصراف جيش المشركين من أحد وهو من أهل الحجاز من المدينة المنورة، وقد كانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة المنورة عند الحكَاكين، وهم يسموا أيضا الخرّاطين، وقد كان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما، هو بئر معونة في شهر صَفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة فأسرته بنو عامر بن صعصعة من هوازن يومئذ فقال له عامر بن الطفيل إنه قد كان علي أمّي نسمة فأنت حُرّ عنها، وجزّ ناصيته وقدم المدينة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتل من قتل من أصحابه ببئر معونة، فقال صلى الله عليه وسلم “أنت من بينهم” يعني أفلت ولم تقتل كما قتلوا، ولما دنا عمرو بن أميه من المدينة منصرفا من بئر معونة.
لقي رجلين من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فقاتلهما ثم قتلهما، وقد كان لهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمان فوداهم صلى الله عليه وسلم، وهما القتيلان اللذان خرج النبي صلى الله عليه وسلم، بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما، وأما عن عامر بن الطفيل الكلابي العامري الهوازني، فهو شاعر جاهلي وفارس فتاك وسيد من سادات بني جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة، وهو من قبيلة هوازن، وقد قيل إنه أدرك الإسلام وناوأ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم، وكان له كنيتان، فهو في الحرب أبو عقيل، وفي السلم أبو علي، وكان أخوه هو عبدالله بن الطفيل، وهو قائد لبني عامر بن صعصعة.
ولكنه قتل في إحدى معاركه على يد غطفان، وكان هو فارس قومه وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية، وقد ولد ونشأ بنجد، وخاض المعارك الكثيرة، وقد أدرك الإسلام شيخا فوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في المدينة بعد فتح مكة، يريد الغدر به، فلم يجرؤ عليه، فدعاه إلى الإسلام فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة وأن يجعله ولي الأمر من بعده، فرده، فعاد حانقا وكان معه اربد، وهو أخو الشاعر لبيد بن ربيعة وكان من فتاك العرب ولقد اصابتهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فهلكوا، وقيل انه لم احس بالموت قال اسرجو لي جوادي وكان في بيت زوجة له من بني سلول بن عامر ويقال كانت فاجره وطردها قومها بسبب ذلك، فقال موت بغدة وفي بيت سلولية، فركب جوادة ومات وهو على ظهرها.